حوار … أوزيـن : الكـل يحاربنـي

القيادي بالحركة الشعبية قال إن المشوشين يشهرون في وجهه ورقة "جابوه نسابو" قال محمد أوزين القيادي بحزب الحركة الشعبية، إن تحفظ عدد من الأطر القيادية في الحركة حول إمكانية ترشح محمد حصاد للأمانة العامة خلفا للعنصر تحت مبرر عدم توفره على شرط الأقدمية، مرده إلى النظام الأساسي للحزب الذي لا يسمح لمن لم يقض ولاية كاملة عضوا بالمكتب السياسي أن يترشح للأمانة العامة. وكشف وزير الشباب والرياضة الأسبق، في حوار مع "الصباح"، أن الحملات التي تلاحقه رغم ابتعاده عن حكومة بنكيران بعد واقعة "ملعب مولاي عبد الله" ليست وليدة اليوم، وإنما هي نتيجة لأنه كان مزعجا للبعض بسبب تحركاته التنظيمية. ولم يفت أوزين انتقاد التسرع في صياغة ومناقشة مشروع القانون التنظيمي للأمازيغية، مطالبا بضرورة استدراك مافات من أجل الخروج بنص يستجيب لتطلعات المجتمع المغربي. في ما يلي تفاصيل الحوار : < تلاحقكم حملات إعلامية رغم ابتعادكم عن الحكومة بعد واقعة "ملعب مولاي عبد الله" ما هي الجهات التي تحاول إبعادكم عن الواجهة السياسية والتنظيمية؟ < في الواقع الحملات ليست وليدة اليوم، لسبب بسيط هو أنني أكره الفراغ. فمنذ البداية كنت مزعجا للبعض بسبب تحركاتي التنظيمية من خلال الأيام الدراسية والجامعة الشعبية والشبيبة الحركية والروابط الموازية والمرأة والتنظيمات على مستوى الأقاليم. ففي البداية كانت هناك أسطوانة الأصهار (جابوه نسابو) ثم انتقلنا إلى الشهادات المزورة ثم الانتخابات المزورة، وهي محاولات لضرب شرعيتي الانتخابية والأكاديمية، وبعد خروجي من الوزارة استبشروا خيرا، وكأنها هي التي تحدد نهاية المسار السياسي. بعدها مباشرة رجعت إلى القواعد وخضت غمار استحقاقات 2015 وحاربوني بكل الوسائل. حتى أحد أقاربي وظفوه ضدي ليسرب مكالمة عادية جدا بين أبناء العم، وأضافوا عليها عناوين متعددة "فضيحة تهز المغرب" "أوزين ينعت أبناء المغاربة بالعاهرات" فيما أتحدث عن شخصين من سماسرة الانتخابات سخرا لعرقلة العملية الانتخابية بشتى الطرق وبالعنف واختلاق الأسباب للشجار وتبادل الضرب تحت عنوان "الفساد الانتخابي"، وأنا لا أتحدث مع الناخبين بل مع مرشح طلب تزكية الحزب واقترحت عليه أن يطلبها ممن يدعمونه، علما ألا حظوظ له في الفوز. < هل أثرت هذه الاسطوانات على مسارك؟ < رغم ذلك التشويش فازت لائحتي على مستوى الجهة بمقعدين وحققت الحركة الشعبية فوزا ساحقا بإقليم إفران لم يشهد له تاريخ الحزب مثيلا. وفي 2016 تقدمت للانتخابات التشريعية وطبعا الكل يحارب أوزين، وحتى الجماعات التي كنت أزورها في إطار الحملة الانتخابية رفعت ضدي "الكراطات" وكنت أرد فقط بابتسامة وأقول موعدنا 7 أكتوبر وكذلك كان. وبفضل الله أولا ودعم سكان إفران التي تعرف أوزين عن قرب حققنا فوزا ساحقا وتصدرت لائحة الحركة الشعبية انتخابات إقليم إفران. ثم يأتي ترؤسي لجلسة عمومية خصصت لموضوع "حراك الريف" كانت ناجحة والحمد لله بكل المقاييس، إلا أن الأضواء اختارت أن تسلط على أوزين وتناست "حراك الريف" بل الأدهى من ذلك هو أن البعض بدأ يتحدث عن الفساد و 22 مليار سنتيم، وهذه قمة البلادة والضحك على ذقون المغاربة ومحاولة النيل من ذكائهم. < ترشح العديد من الأوساط محمد حصاد للأمانة العامة في ظل تحفظ عدد من الأطر القيادية في الحركة تحت مبرر عدم توفره على شرط الأقدمية. كيف سيتعامل المؤتمر مع هذا الاحتمال؟ < أولا محمد حصاد صديق عزيز وكفاءة وطنية، يحق لنا أن نفتخر بالتحاقها بالحركة الشعبية ولم لا تكون على رأس الحزب. وفي ما يخص تحفظ عدد من الأطر القيادية في الحركة تحت مبرر عدم توفره على شرط الأقدمية فذلك مرده إلى النظام الأساسي للحزب الذي لا يسمح لمن لم يقض ولاية كاملة عضوا بالمكتب السياسي أن يترشح للأمانة العامة. < لكن رأينا أمثلة كثيرة من بينها عزيز أخنوش ونزار بركة وغيرهما؟ < (مقاطعا) عزيز أخنوش كان عضوا قياديا في التجمع، وكان برلمانيا حصلت لائحته على مقعدين.ربما هذه تجربة مسار نضالي يسرت مهمة عزيز أخنوش للرجوع. الشيء نفسه بالنسبة إلى الصديق نزار بركة هو الآخر كان عضوا قياديا، وأتذكر أيضا أنه قاد الحملة الوطنية للحزب خلال 2007 وحصل حزبه على الرتبة الأولى، وله تجذر كبير في الاستقلال ومعرفته دقيقة بمناضلي الحزب. وعلى كل فترشح الأخ محمد حصاد لم نسمع به ولم نطالعه إلا على أعمدة الصحف. وإذا كانت له نية في الترشح للأمانة العامة فهو طموح مشروع. يبقى الرهان أن يقنع الجماهير الحركية بتغيير القانون. < هل تظن أنه سينجح في ذلك؟ < للحركة الشعبية تركيبة خاصة، والأمين العام ينتخبه المؤتمر، والمؤتمر هو الذي ألح على بند ولاية كاملة في عضوية المكتب السياسي. أعتقد أن الأهم هو نجاح الديمقراطية خصوصا بعد الخطاب الملكي السامي الذي دعا فيه صاحب الجلالة إلى إحداث رجة داخل الهيآت السياسية بهدف فرز أحزاب جادة ومسؤولة قادرة على الإنصات والإقناع والقرب من المواطنين. < يرى البعض بأن حزب الحركة الشعبية بات يعرف ضعفا في الأطر ما دفع إلى صباغة وجوه بلون الحزب (حصاد وبن الشيخ) كيف تردون على مثل هذا التقييم؟ < اليوم تتم قراءة هذا الوضع قراءتين مختلفتين، إذ هناك من يقول إن الأحزاب منغلقة وليست منفتحة على الأطر وتتميز بسيطرة العائلة ووجود لوبيات وحينما تنفتح نسقط في كلام آخر. الانفتاح ضروري حينما يكون الأمر متعلقا بطاقات لا يمكن إلا أن يكون لها دور في خدمة الحزب، وحينما نتحدث عن حصاد وبن الشيخ لا يمكن إلا أن نعتز بهما لأنها يشكلان قيمة مضافة للحركة الشعبية. اليوم يوجد انفتاح على الأطر وليس منحصرا فقط في هذين الاسمين اللذين أعطيت لهما هذه الهالة الإعلامية نظرا لمشاركتهما في الحكومة، وإنما هناك مجموعة من الأطر الأخرى التي توجد في منظمة الشبيبة والمرأة. لأنه إذا لم يكن هذا الاستقطاب فإنه لا يمكن أن يكون هناك تجديد في هياكل الحزب، ولهذا فاليوم هناك ضخ لدماء جديدة خصوصا أننا في منعرج حاسم في تاريخ الحزب الذي يتمثل في الاستعداد للمؤتمر الوطني خلال 2018. < ألا يمكن أن يؤدي الانفتاح على طاقات جديدة إلى إهمال مناضلين قدموا الشيء الكثير للحزب؟ < الانفتاح هو شيء عاد جدا لكنه لن يكون على حساب نضال المناضلين الذين يرى فيه البعض منهم نوعا من المضايقة. الانفتاح يزعج البعض لأنه يرى أن استقطاب بعض الكفاءات ربما يشكل تهديدا لمصالحه أو مضايقة أو منافسة له ولكنه حساب خاطئ لأن الأمر في آخر المطاف لا يتعلق بالمنافسة على مستوى الهياكل أو على المواقع، بقدر ما هو إسهام في استقطاب المواطن الذي يجب أن يكون في صلب هذا التنافس والتدافع. < هناك من يعتبر أنكم أصبحتم رقما ضعيفا في الأغلبية من خلال الإشراف على حقائب (كتاب دولة ووزارتين) في قطاعات غير أساسية. هل كان ذلك بسبب ضعف التفاوض أم أن الحزب قبلها من أجل الاستمرار في المشاركة؟ < على العكس. أرى أنه لكي تكون لك حقيبة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، فذلك أمر ليس بالهين. صعب أن نستهين بحقيبة تشكل مستقبل البلاد والأجيال المقبلة. والسؤال الذي يطرح نفسه ما مدى نجاحنا في تدبير هذه الحقائب التي ليست بالسهلة، فالتربية الوطنية والتكوين المهني ليسا صغيرين إضافة إلى الثقافة والاتصال، "ها العار نجحوا في هاذ الحقائب"، بحكم السياق الذي نعيشه والرجة التي يعرفها المغرب. إذا نجحنا في هذه الحقائب فإننا سنتوفق في مشاركتنا الحكومية بغض النظر عن سؤال هل رقم الحقائب المسنودة إلينا ضعيف أم لا. والذي يقول إن التكوين والثقافة والاتصال والعالم القروي حقائب ضعيفة فإنه خاطئ لأنها قطاعات حيوية في البلد. كتاب الدولة يشتغلون إلى جانب الوزراء المكلفين بقطاعات ويشكلون تكاملا في ما بينهم إذ يتعاونون على تدبير الملفات، والمشكل الوحيد الذي صادفنا خلال هذه التجربة، تمثل في كتابة الدولة المكلفة بالتنمية القروية حول إشكال يتعلق بمراسيم الاختصاصات التي كان من المفترض أن تخرج إلى الوجود واليوم الأمور في طريقها نحو الانفراج. الضعف لا يكمن في عدد وطبيعة الحقائب بل في المردودية والنجاح والأجرأة وفي تنزيل المضامين والمشاريع. الحقيبة كيفما كان نوعها فإنها قطاع حيوي ولولا أهميتها لما كانت في التشكيلة الحكومية. < اتهمتم بالهيمنة على الشبيبة الحزبية والمرأة استعدادا للمؤتمر الوطني في 2018؟ < (ضاحكا) وهل هناك اتهام آخر لم اتهم به؟ ما معنى الهيمنة؟ هي أن تكون وراء تأسيس وتنظيم وتجديد المنظمات الحزبية؟ ثم من صاحب هذا الاتهام؟ هل من خارج أم من داخل الحزب؟ إذا كان من خارج الحركة الشعبية فهذا نسبيا مقبول باعتبار أنه حكم بعيد عن الواقع وعن الجهد المبذول، أما إذا كان من داخل الحزب، فماذا يمنعه من الاشتراك في الهيمنة؟ "هالعار هاذو اللي كايكولو هاد الكلام امدوا يديهم خاصنا غير اللي يخفف علينا". يمكن طرح السؤال على كل هذه التنظيمات والجواب هو أنهم يجدون في عبد ربه الإنصات والدعم والتشجيع ليس إلا، أما الهيمنة فهو لفظ بحمولة سلبية في هذا السياق ولا يوجد مستقبل سياسي للهيمنة بل بالتواصل والحوار والإصغاء. حراك الريف تحت سقف الوطن < ما هي قراءتكم لأزمة الريف ؟ < أهمية الحراك تكمن في نطاق المطالب الاجتماعية المشروعة، الشيء الذي يعكس حيوية المجتمع والدور التحسيسي المؤدي إلى الإسهام في إصلاح المنظومة ككل. وقد أصبحت المملكة في تعايش مع احتجاجات المجتمع وفق تدبير قانوني وحقوقي يكرس انفتاح البلاد على انتظارات أبنائها. إن الحراك مشروع شريطة أن يكون تحت سقف الوطن، أي ربما هو اختلاف لكن نريده داخل الوحدة وبعيدا عن التشكيك في الوطنية والتخوين والتكفير وتبادل التهم وإفراز مصطلحات دخيلة من بينها "العياشة" الذي لا أجد له تفسيرا منطقيا. "العياشي" هو من يقول عاش الملك، إذن ما ذا نسمي من يقول عاش الشعب؟ وماذا نسمي من يقول الله أكبر؟ إنه الشعار الخالد : الله، الوطن، الملك، لا يقبل التجزيء ولا التبخيس ومن يهدف إلى غير ذلك فهو يسعى إلى شيء غير محمود العواقب. أعتقد أن حراك الريف لا يمكن أن نختزله في فضاء الريف فقط، بل هو صورة مصغرة لحراكات أخرى ربما اختارت طرقا صامتة لكنها ماضية في الترافع والنضال من أجل مطالب مشروعة للسكان. حراك الريف يدعونا اليوم إلى مصالحة شاملة بين الدولة والمجتمع، مع استحضار معطى أساسي هو كلنا الدولة وكلنا المجتمع. إذن هو تصالح مع الذات عبر إرساء دعائم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية فنحن شركاء في المجتمع وشركاء في القرار. رؤية شمولية لإدماج الأمازيغية < ما تقييمكم لملف ترسيم الأمازيغية في المغرب هل أنتم راضون عن تطبيقه في المؤسسات؟ < مشروع القانون يلزمه حسب تقديرنا نقاش وتشاور موسع، لأنه سطر في ظرفية ما قبل الانتخابات، وربما كان لزاما على الحكومة تنزيل كل القوانين التنظيمية خلال الولاية السابقة. وبدون مزايدات أو الدخول في نقاشات عقيمة عرف هذا المشروع نوعا من التسرع مادام أنه جاء في الترتيب الأخير من جدولة التنزيل، وبالتالي لم يوف حقه في النقاش، وهي الملاحظة التي أبديناها من داخل الحكومة وخلال المجالس الحكومية وكلما سنحت الفرصة بذلك. اليوم مشروع القانون معروض على البرلمان، واقتراحنا كان هو أن البرلمان بغرفتيه يجب أن يستدرك هذا الخصاص في المناقشة العامة عن طريق حوار وطني داخل مؤسسة البرلمان بغية تجويد المشروع والخروج بنص يترجم طموحات وتطلعات المجتمع المغربي، على اعتبار أن هذا القانون لا يمكن أن يخضع لمنطق المعارضة أو الأغلبية، كما لا يمكن لهوية شعب أن تخضع لصناديق الاقتراع. إن إدماج الأمازيغية لا يتطلب قانونا بعينه بل يستلزم رؤية شمولية تعيد النظر في عدة قوانين صادرة وقائمة، وهي قوانين تهم عدة مجالات مرتبطة بالتعليم في مقدمتها الرؤية الإستراتيجية الصادرة عن المجلس الأعلى للتعليم والقوانين المرتبطة بمحاربة الأمية وقانون التوثيق والموثقين والقوانين المرتبطة بالقضاء. سيقول قائل إنها موجودة لكني سأرد عليه أنا لا أتحدث عن الإشارات، وبالتالي فهي ضعيفة وغير كافية. الإدماج يستلزم رؤية تتأسس على إدماج الأمازيغية في معاهد التكوين، والتكوين هنا ليس في معناه الضيق أو المرتبط بالتعليم، بل في معناه الواسع (الأطر والأمن والقضاء والتطبيب والهندسة وغيرها...)، إذ أن المشكل اليوم يتمثل في غياب التكوين بمهنية ووفق رؤية شمولية. وعدم التعامل بجدية مع هذا الملف سينتج خطابا متطرفا، إذ سنصبح أمام لغة التحريض عوض لغة التداول، وإذا تكرس هذا الوعي عند المغاربة فالتبعات ستكون هي التوتر. أسطوانة 22 مليارا استبلاد للمغاربة أتساءل من أثار "أسطوانة 22 مليارا" هل هناك تقرير؟ هل هناك بحث تحدث عن ذلك أو هيأة؟ أبدا هناك شخص يستغل موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للترويج لذلك. التقرير الرسمي برأ محمد أوزين من كل مسؤولية مادية. ثم هل أوزين فوق بحث أنجزته أعلى هيآت المحاسبة في الدولة وهي الداخلية والمالية وبأمر من جلالة الملك؟. كفى عبثا وكفانا من صناعة التفاهة فهي جريمة ما دامت تستبلد العقول وتكرس التسفيه والتبخيس وتثير الحقد والكراهية بدون وجه حق. وعلى كل فأنا دائما أستحضر الدعاء الذي يردده الإمام عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، "إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت". وأكيد أنه مع اقتراب المؤتمر الوطني لحزب الحركة الشعبية ستظهر حملات أخرى لكن "الله كبير". أجرى الحوار : محمد بها

حوار … أوزيـن : الكـل يحاربنـي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيداع مزان سجن سلا

عودة التهريب بباب سبتة

مقالات ذات صلة