قضاة الشارع: اللصوص في مقدمة الضحايا بفاس

أربعة قتلوا بأسواق قروية بتاونات وميدلت ومثلي نجا من الموت في ليلة رمضانية استأسد قضاة الشارع بشكل غير مسبوق بمواقع مختلفة بجهة فاس، سيما بأسواق قروية نفذوا فيها "شرع يديهم" في لصوص بعضهم فارق الحياة وآخرون نجوا بأعجوبة من موت محقق، كما مثلي عنفه شباب في ليلة رمضانية بشارع الحسن الثاني بفاس، قبل اعتقال اثنين منهم دون الباقي الظاهرين بفيديوهات. بائعان جائلان وحدهما أديا ثمن تهور شبابي كاد يتطور إلى جريمة قتل في حق شاب تشبه بالنساء في لباسه. وقضيا 3 أشهر بالسجن أدينا بها بعد أسابيع من ضجة أثارها الاعتداء، رغم أنهما ليسا الوحيدين المشاركين فيه، كما أظهرت أشرطة فيديو كشفت وجوه آخرين ما زالوا أحرارا رغم مرور سنتين على ذلك. وحدهما من قضاة الشارع عوقبا، فيما قيدت حوادث مماثلة ضد مجهولين بما فيها تلك التي أزهقت فيها أرواح لصوص بأسواق قروية، سيما بالأطلس المتوسط وإقليم تاونات، الشاهدين على حوادث قتل أبطالها متسوقون غاضبون من لصوص ضبطوا متلبسين بنشل مبالغ مالية في ظروف يلف بعضها الغموض. وفي نواحي ميدلت توفي لص متأثرا بجروح بالغة أصيب بها في أنحاء مختلفة من جسمه بعد أن هاجمه متسوقون، خلال اليوم ذاته، الذي شهدت فيه فاس هجوما بشعا على أحد مثليي الجنس، من قبل مجموعة من الشباب خلال ليلة رمضانية. وفي سوق أربعاء تيسة، سقط لصان في زمنين متباعدين، ضحيتي فلاحين تحولوا لقضاة، فحولوا جسميهما إلى مفرغ لغضبهم، بعد ضبطهما في حالة تلبس بالسرقة، فيما نجا ثالث من فاس من موت محقق، كما في سوق ثلاثاء قرية با محمد، الشاهد بدوره على جريمة قتل لص آخر قيدت جريمة قتله ضد مجهول. ورغم الأبحاث التي فتحتها الضابطة القضائية للدرك في تلك الحوادث المميتة، فإنها لم تفض إلى أي نتيجة ولم تكشف عن قاتلي أولئك اللصوص، خاصة أن الهجومات تمت جماعة وبشكل لا يمكن فيه الجزم بمسؤولية هذا الفرد أو ذاك في قتله، بل صعبت معرفة الفاعلين في غياب أي قرائن مثبتة لمشاركتهم. ويبقى اللصوص أكبر ضحايا قضاة الشارع، بمن فيهم ذاك الذي ضبط في طريق متربة بقرية با محمد بتاونات، متحوزا بأكباش مسروقة من دوار بالمنطقة، على متن سيارة مكتراة من فاس، قبل أن يهاجمه شباب غاضب استعمل عصيا وحجارة وأدوات حادة في الاعتداء عليه قبل إيقافه وتسليمه للدرك الملكي. وذاك حال لصين آخرين ضبطا في زمنين مختلفين من هذا العام، بالسوق الأسبوعي اثنين رباط الخير (اهرمومو) بصفرو، متلبسين بسرقة كسابة قبل أن يهاجمهما رواد السوق بشكل كاد يزهق روحيهما لولا احتماؤهما بركنين منزوين من السوق، إلى حين حضور القوات العمومية التي أنقذت حياتهما. وأجريت تحقيقات أمنية، لكن كانت بدون جدوى، إذ لم تصل إلى هويات الفاعلين في هذه الحوادث وغيرها مما تم تداوله إلكترونيا في فيديوهات أظهرت لصوصا بفاس معنفين وآثار الضرب والدم واضحة عليهم، أو محاصرين من قبل شباب غاضب في أحياء مختلفة بالمدينة، سيما في النرجس وزواغة والأدارسة والفرح. إفلات من العقاب يبقى اللافت في أغلب "المحاكمات الشعبية"، التي ذهب ضحيتها لصوص في أسواق فاس ونواحيها، هو أنه رغم توثيق "فيديوهات" وصور لتفاصيل الاعتداءات عليهم، إلا أن المتورطين أفلتوا من العقاب، ما يعني أن "قضاة الشارع"، يظلون بدون رادع. ويحدث ذلك، في وقت، تتسلم فيه الضابطة القضائية، الضحايا المعنفين من اللصوص، وتتم إحالتهم على النيابة العامة ومحاكمتهم، فأدين عدد منهم بمدد سجنية متفاوتة ومختلفة، دون معنفيهم، الذين يظلون "مجهولي الهوية"، رغم ظهور بعضهم بوجوه مكشوفة في أشرطة عمم نشرها إلكترونيا وفي صفحات التواصل الاجتماعي. حميد الأبيض(فاس)

قضاة الشارع: اللصوص في مقدمة الضحايا بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحريات في خطر

عاجل. سيارة تدهس عدد من المارة في مرسيليا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات