السعادة … إحسـاس داخلـي

شعباني أستاذ علم الاجتماع شدد على أن تمثل السعادة رهين بعوامل ذاتية وبالحالة النفسية لكل فرد عديدة هي المؤثرات والعوامل التي تجعل كل فرد يعيش السعادة، أو يستشعرها. عوامل، تتباين بين الحصول على أموال كافية، وحتى مراكمتها بما يضمن مستقبل أجيال لاحقة من النسل ذاته وتخول نوعا من الحصانة المادية ضد تقلبات الزمن، وتشمل أيضا ضمان استقرار، يكون في الغالب مرادفه تأمين مسكن ملائم وكفالة المأكل والمشرب والملبس، وقد تكون السعادة أيضا في الشعور بصحة البدن والنفس ونعمة الحصول على الذرية والافتخار بأنها ذرية صالحة. كل هذه العوامل وغيرها، أكد علي شعباني، أستاذ في علم الاجتماع، أنه يصعب حصرها في لائحة محددة، وجعلها محاور كبرى في خانات تضم عوامل ومسببات السعادة لكل فئة اجتماعية، ميسورة كانت أو متوسطة أو كادحة. وقبل كشف معالم السعادة لدى كل فئة من الفئات الثلاث، نبه شعباني إلى أن "السعادة شعور وإحساس داخلي عند كل إنسان، لا يمكن أن يقاس لا بالمال ولا بالجاه ولا حتى النفوذ"، لافتا إلى أنها إحساس قد يكون مؤقتا، يشعر به الإنسان في لحظة ما يؤمن بأنه يعيش سعادته. وخلص أستاذ علم الاجتماع إلى أنه للشعور بالسعادة يكفي "الابتعاد عن كل ما يمكنه أن ينغص على المرء حياته، أو يعكر عليه مزاجه"، فالسعادة مفهوم فلسفي أولا، ونفسي ثانيا، يعتقده الفرد، سواء كان غنيا أو فقيرا، وسواء كان كبيرا أو صغيرا، ذكرا أو أنثى، وعليه "لا يمكن الاعتقاد إطلاقا أن مفهوم السعادة له معنى واحد عند جميع الفئات الاجتماعية، فكل من هذه الشرائح، يربط السعادة بما يراه مناسبا له، فهناك من يرى السعادة في الثراء، وهناك من يرى في الثراء ذاته تعاسته وشقاءه". الإشكالية يضيف الشعباني تكمن في أنه داخل الفئة الاجتماعية ذاتها، هناك مشكل تحديد مسببات السعادة، ففيما يمكن تصور أن يكون المال جالبا للسعادة، داخل الفئات البسيطة أو الفقيرة، نجد أفرادا مصنفين في هذه الفئة، يعيشون السعادة رغم شظف العيش، ذلك أن "السعادة مفهوم عائم ومتحول حسب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يمر منها كل فرد في يومه أو أسبوعه أو حتى السنة التي يعيشها". وتابع شعباني بالقول إن العديد من الفلاسفة سبق أن تطرقوا لهذا المفهوم، ولم يتفقوا على معناه، ولا على العوامل المؤدية إليه، لذلك بقي هذا المفهوم غامضا، وبعيدا عن الفهم والتحليل لأنه بكل بساطة مرتبط بالحالات النفسية والظروف الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية التي يعيشها كل فرد في لحظة معينة. ومن الأمثلة الصارخة على صعوبة التكهن بمسببات السعادة استنادا إلى تقسيم يعتمد الطبقات الاجتماعية، استدل أستاذ علم الاجتماع بالبدوية التي تزوجها أحد الأمراء الأمويين، وجاء بها إلى القصر الأميري، فلم تشعر أنها سعيدة، وتضايقت من تلك الحياة، حتى أنها عبرت عن تعاستها بأبيات شعرية جميلة فضلت من خلالها حياة البادية والخيمة على العيش في شساعة القصر الذي كانت تنظر إليه على أنه سر شقائها. مثل هذه البدوية ينطبق على العديد من الفقراء أو البسطاء الذين يشعرون بسعادة عارمة متى استيقظوا ووجدوا أنهم بصحة جيدة وقادرون على البحث عن قوت يومهم. هذا لا يعني أيضا أن هناك بعض الفئات الأخرى التي ترى أنه بحصولها على ثروة تعتقد أن هذه الثروة ستكون مفتاح سعادتها. من عوامل السعادة أيضا التي يصعب التمييز فيها بين الفئات الاجتماعية، الحصول على الأولاد. مفهوم متحول خلص أستاذ علم الاجتماع إلى أنه من الصعب جدا تصنيف نمط عام للسعادة أو حتى لعوامل السعادة، لأن كل فئة قد تعتبر العامل ذاته إما مسببا للسعادة أو للشقاء، وكثيرا ما يكون هذا العامل محط اختلاف داخل الفئة الواحدة، وعليه "لا يمكن بأي حال من الأحوال تحديد وصفات للسعادة تتناسب مع كل شريحة اجتماعية، ذلك لأن مفهوم السعادة مفهوم متحول، وغير قار، يمكن في يوم واحد أن نعيش السعادة ونمر بلحظات شقاء وتعاسة، كما أن الكثير من العائلات في كل الطبقات الاجتماعية، قد يعيشون الإحساس والانتقال من الشعور بالسعادة إلى الشقاء"، يشرح شعباني مبرزا أن مفهوم السعادة يكمن في إدراك كيفية التعايش والاستفادة من الظروف التي يعيشها المرء وكيفية تحقيق الاطمئنان والراحة النفسية. هجر المغلي

السعادة … إحسـاس داخلـي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وفاة سجين غيني بفاس

السعادة ... لكل سن حلاوتها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات