أمراض “تسلخ” جلود أطفال بالبيضاء

مستنقعات المياه العادمة تطرد السكان من بيوتهم ووعود المسؤولين أكل الدهر عليها وشرب اضطرت مجموعة من الأسر بدوار حي المسجد بليساسفة 1 بالبيضاء إلى هجر بيوتها وطلب اللجوء عند عائلاتها في البوادي، بعدما أصيب أبناؤها ببثور وأمراض جلدية غريبة، أدت بعضها إلى سلخ جلد رأس طفلة وسقوط شعرها، فيما انسلخ جلد بطن طفل آخر، وأصيب شقيقه في الوجه. وقال ياسين أحد سكان الدوار، إن الأسر التي أصيب أبناؤها بهذه الأمراض الغريبة نقلت أبناءها إلى المستشفى للعلاج، ليؤكد الأطباء أن الأمر يتعلق بتعفنات وأمراض يصاب بها الكبار والصغار نتيجة انتشار ميكروبات في مستنقعات المياه العادمة القريبة من بيوت المتضررين، مضيفا أنها ليست المرة الأولى التي يصاب فيها أطفال بهذه الأنواع الغريبة من الأمراض الجلدية وحتى التنفسية، بل تخيم سحاباتها المظلمة على الدوار صيف كل سنة، فيما تنشط الأمراض التنفسية في فصلي الخريف والشتاء. ولأنها غرقت في مستنقعات اليأس، نتيجة عدم تدخل أي جهة، لم تجد الأسر بدا من اللجوء إلى بيوت أقاربها في البوادي، حيث يتلقى أبناؤها العلاج ويقضوا الصيف في انتظار موسم الدراسة للعودة من جديد إلى الدوار. ويلخص السكان أسباب تكرار الحالة سنويا منذ حوالي أربع سنوات، في انتشار المستنقعات الصغيرة في المنطقة نتيجة عدم استفادة عشرات البيوت من قنوات الصرف الصحي، واستخدامهم طريقة بدائية في التخلص من النفايات السائلة عبر تجهيز حفر كبيرة عند عتبة البيت لتجميع المياه العادمة قبل صرفها عبر قنوات عارية إلى مقلع قديم للحجارة تحول إلى مستنقعات تتجمع فيها المياه العادمة، وتنبعث منها روائح عطنة. ويجد سكان بيوت دوار حي المسجد العشوائية أمامهم عدو المستنقعات وخلفهم مطحنة تصرف مراوحها غبار "نخالة" يؤكد السكان أنها تحمل رائحة مبيدات، وهو ما يزيد وضعيتهم الصحية تدهورا، إذ غالبا ما يصاب أفراد الأسر بأمراض تنفسية نتيجة تطاير هذا النوع من الغبار في أوقات مختلفة من أيام الأسبوع. الوعود التي تلقاها السكان في كل مناسبة انتخابية لم تجد طريقها إلى التنفيذ، كما هو حال مشروع إعادة تهيئة حي المسجد الذي اعتقد سكانه أنه بالتخلص من تسميته القديمة "دوار بوشعيب الوطني" سيتخلصون من مجموعة من مشاكلهم الاجتماعية، بما فيها انتشار التلوث وعدم تهيئة الطرق وغياب الإنارة العمومية والأمن الذي لا تحل سيارته بالدوار إلا إذا "طاحت شي بطانة" على حد تعبير أحد السكان. وسبق للجنة متكونة من عدة مصالح أن زارت المنطقة إلا أن نتائج زيارتها لم تغادر مكتب عاملة الحي الحسنـي، فيما لـم يتردد رئيس جماعة الحي الحسني المترامية الأطراف، في تجديد وعود بالقضاء على التلوث ومد البيوت المجهزة بحفر المياه العادمة بقنوات الصرف الصحي، غير أن هذه الوعود تصطدم بجدار امتناع مالك الكاريان عن الترخيص لشركة "ليدك" بتجهيز المقلع بمحطة لاستقبال وعلاج مياه قنوات الصرف الصحي، وتخليص عشرات الأسر من الحفر. كما امتنعت مالكة عقار مجاور عن ذلك أيضا، بمبرر أنها تعيش من كراء "براكات" مجاورة للحي، إذ قالت ابنتها بسخط شديد "واش أنت تبغي أرضك يدوز منها الواد الحار؟ أمي مريضة بالقلب وعندها تعرض قانوني يا لاه بعدو من الأرض ديالنا وما تصوروهاش" تقول المرأة بلغة آمرة. ضحى زين الدين

أمراض “تسلخ” جلود أطفال بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتجاجات بسبب قلة الماء

ليفربول يصدر بلاغا ينهي به أحلام برشلونة بكوتينيو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات