استقالة الأمين العام … الباب المسدود

< كيف استقبلتم استقالة الأمين العام؟ < كان من المفروض أن يقدم الأمين العام للحزب استقالته منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية السابقة وذلك بالنظر إلى الطموح الكبير والآمال العريضة، التي كانت لأعضاء الأصالة والمعاصرة في محطة 7 أكتوبر 2016، ووفاء للخطاب الحداثي الديمقراطي الذي نتبناه، لكن ذلك لم يقع بعدما تمت المراهنة على الفريق البرلماني بمجلس النواب من أجل التأسيس لمفهوم جديد للمعارضة بأن تكون قوية وفعالة سواء في المراقبة أوفي التشريع، لكن خاب أملنا مرة أخرى وكان الفشل عنوان مشاركة بعض نواب الحزب في القيام بالدور البرلماني، بعدما خذل الحزب في وفاء أكثر من نصف برلمانييه لميثاق الشرف. كما كان من المفروض أن يكون للأصالة والمعاصرة صوت مسموع إبان فترة تشكيل الحكومة، خاصة في ظل الـ «بلوكاج» السياسي الذي صاحبها، ذلك أن صمت القيادة زاد من الالتباس الحاصل في مواقف «البام»، وكأننا كنا ننتظر توجيهات من جهة ما، أو نتردد في اختيار عرض سياسي جديد يتلاءم مع مستجدات الخارطة البرلمانية لما بعد 7 أكتوبر، في حين كان علينا أن ندلو بدلونا في المسألة. < هل تتوقعون أن تكون لاستقالة أمين عام الأصالة والمعاصرة ما بعدها خارج أسوار الحزب، وهل من شأنها أن تسائل زعماء آخرين؟ < لقد تسببت أشهر البلوكاج السياسي في تجميد أوراش العديد من المشاريع في مجالس كل أنواع الجماعات الترابية، وذلك راجع إلى ضبابية الأحزاب التي تمسك بزمامها، وظهر أن هناك اختلالات ليس فقط على المستوي التدبيري، بل الأخطر من ذلك هو التناقضات الإديولوجية، الذي أعطت الدليل القاطع على أن «أحزاب الشرعية التاريخية» وصلت إلى الباب المسدود، فكيف يعقل أن حزبا تجاوز سنه 60 سنة مثل التقدم والاشتراكية، لم تمر في زعامته إلا أربعة أسماء، وكذلك الحال بالنسبة إلى الاتحاد الاشتراكي عرف أربعة كتاب أولين منذ تأسيسه، على اعتبار أن مدة انتداب محمد اليازغي كانت بالنيابة، لذلك أعتبر أن ورثة الحركة الوطنية غير شرعيين. < لقد أحرج الحراك الشعبي الأحزاب وكشف أعطابها، هل يعني ذلك أنها فشلت في لعب دور الوساطة بين المواطن والدولة؟ < عندما ينتفض الشارع في الدولة الديمقراطية فإن الأحزاب والنقابات والجمعيات هي التي تحتضن المحتجين و تنقل مطالبهم، لكن ذلك لم يقع في مغرب 2017 لأن الاحتجاجات كانت بالدرجة الأولى ضد تلك الهيآت، الأمر الذي جعل الأحزاب تصبح متجاوزة بعدما أصبح المحتجون يتوجهون إلى الملك مباشرة في فيسبوك واليوتوب، فلم يجد الملك بدا من الرد عليهم بلغتهم، التي ليست إلا لغة محاسبة المسؤولين، لذلك اعتبر «البام» أن من الواجب محاسبة أعضائه المعنيين بأمر الحراك، وخاصة المنتخبين في مناطق الحراك وغيرها من الجماعات الترابية التي تعثرت فيها الأوراش فبادر الأمين العام إلى تحمل المسؤولية أولا على اعتبار أن قيادة الحزب هي التي رشحتهم. أجرى الحوار: ياسين قُطيب مصطفى مريزق أستاذ باحث في علم الاجتماع وعضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة

استقالة الأمين العام … الباب المسدود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلاثون سنة لعصابة تزوير

صحف: حرب عالمية ثالثة خلال ساعات بالمحيط الهادي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات