زيرو كونجي

أطلق خطاب العرش، وقبله المجلس الوزاري، حملة تعبئة واسعة لاستكمال الأوراش المفتوحة وحث الوزراء وكتاب الدولة والكتاب العامين ورؤساء الجهات والمدن والجماعات والأطر الإدارية على رفع وتيرة العمل في المشاريع المهيكلة الكبرى والوفاء بالمواعد والأجندات الملتزم بها. تعيش البلاد، منذ أكثر من 18 شهرا، على إيقاع تحولات وتغييرات حاسمة، تتطلب من الجميع الانتقال إلى السرعة القصوى لكسب رهان الوقت أولا، والإسراع بتنزيل الأولويات الملحة في الصحة والتعليم والبنيات التحتية والتجهيزات ومشاريع القرب والتنمية البشرية ومحاربة الهشاشة والفقر ثانيا. فقد تكون أحداث الحسيمة والنواحي دقت ناقوس الخطر، ونبهت المسؤولين إلى حجم الخصاص الذي تعرفه المنطقة على جميع المستويات، لكن الأمر لا يقتصر على الريف وحده، بل يكاد التأخر والتعثر والإخلال بالمسؤوليات والتهاون والاستهتار سمة عامة في جميع مناطق المغرب، حيث مازال «يحكم» مسؤولون بعقليات عفا عنها الزمن، تعتبر المنصب تشريفا وامتيازا وهدية وجزاء من جهة ما، وليس تكليفا ومسؤولية تجاه المواطنين. في هذا الإطار، يمكن إدراج الحديث عن العطلة السنوية «للمسؤولين الكبار»، إذ يستعد عدد منهم، في هذه الأيام العصيبة من أيام المغرب، إلى التخلي عن البذلة الرسمية وربطة العنق، وارتداء ملابس خفيفة مرقطة بألوان الصيف والتوجه إلى منتجعات ومصطافات داخل المغرب وخارجه. في السنوات الماضية، كان بإمكان المغاربة أن يتفهموا حق الوزراء والولاة والعمال وكتاب الدولة والكتاب العامين ورؤساء الجهات والمدن والجماعات في قسط مشروع من الراحة والاستجمام والاستمتاع مع الأسرة والأبناء، بل كانت الصحافة الوطنية تتابع عن كثب أجندات سفر هؤلاء وتنجز ربورتاجات عن وجهاتهم المفضلة، وكيف يساهم بعضهم في تشجيع السياحة الداخلية. أما اليوم، فإن الأمر مختلف، وقد يبدو مجرد تفكير مسؤول في «راحة» نشازا في إيقاع ما يجري بالمغرب، أو لنقل، دون مواربة، إن الاستفادة من العطلة خيانة لوطن وشعب وملك، هم في أمس الحاجة إلى طاقات وجهود كل الأطر الإدارية والوزارية والتقنية في جميع المناطق والجهات لمد اليد في حملة التعبئة الواسعة. أكثر من ذلك، لم يفهم الرأي العام الوطني، كيف قبل العثماني إدراج موضوع العطلة في جدول أعمال حكومة لم يمر على تشكيلها سوى 100 يوم، بمعنى أن بعض الوزراء يطالبون بحقهم في عطلة عن «عمل» لم يقوموا به أصلا، أو بالكاد شرعوا فيه، وهو منتهى الضحك على الذقون. صحيح أن أكثر الوزراء المعنيين بعدم الاستفادة من العطلة، هم الوزراء المسؤولون عن مشاريع «الحسيمة-منارة المتوسط»، إلا أن المسؤولية بين أعضاء الحكومة تضامنية في الإنجازات وفي الإخفاقات. إن ما يعيشه المغرب من تطورات متسارعة، يمكن أن يكون محفزا لجميع المسؤولين والوزراء في «التنازل» عن العطلة، ومضاعفة المجهودات ورفع إيقاع العمل و«النزول» من المكاتب المكيفة إلى الأوراش والمدن والقرى والمداشر والصعود إلى الجبال، حيث يحتاج عدد من المغاربة إلى تنمية مستدامة طيلة السنة، وليس صدقات ومساعدات في فصل البرد والثلج. إن التضحية الوطنية تقتضي التخلي عن العطلة ورفع شعار «زيرو كونجي» هو أضعف الإيمان. واش افهمتوني ولا لا...

زيرو كونجي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة متورطين في مواجهات دموية

النصب باسم القصر يسقط امرأتين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات