غير مستقرات نفسيا

3 أسئلة إلى عبد الله أبو إياد* < يلاحظ انبعاث الدعارة في فصل الصيف خصوصا بالفضاءات العمومية، وتتحول إلى مهنة بالنسبة إلى البعض، هل هناك تفسير نفسي لذلك؟ < المجتمع الذي يضم أشخاصا يمارسون الدعارة، ويتخذونها مهنة لهم ويحترفونها، هو مجتمع ينتهك حقوق الإنسان، وبشكل أدق ينتهك حقوق المرأة وكرامتها، على المستوى الحقوقي. ففي الوقت الذي تمارس فيه المرأة الدعارة على سبيل الاحتراف، بمعدل أربع مرات في اليوم، طيلة 25 يوما في كل شهر، علما أنها تظل تشتغل حوالي عشرة أشهر في السنة، مع تسجيل انتعاش في فترة معينة، يفترض أن نطرح العديد من التساؤلات، سيما حول البناء البيولوجي والعصبي لعاملة الجنس، وأيضا بنائها النفسي ومكانتها الاجتماعية، دون الحديث عن الأخلاق باعتبار أنها لها ضوابط أخرى. < كيف تتأثر نفسية ممتهنات الدعارة؟ < أجد أن إرغام النساء على التعاطي للدعارة واضطرارهن لذلك نتيجة ظروفهن، إذعان على إنتاج نمط سائد يحرض على ألا تكون المرأة متوازنة في ممارساتها الجنسية. وعند انعدام التوازن عند الممارسات الجنسية الأولى في حياة أي شخص، وتعدد التجارب، تنعدم قيمة الممارسة التناسلية وتتحول إلى مجرد وظيفة تقوم بها المرأة مع أي شخص، لأسباب محددة. ولابد من التأكيد أن تعدد الممارسات الجنسية، يؤثر بشكل سلبي على الشخص، ويكون السبب في الإصابة باضطرابات نفسية، يترتب عنها الابتعاد عن الاستقرار، وفقدان الإحساس بالعواطف. ومن جهة أخرى، فهذه الاضطرابات النفسية الناتجة عن تعدد العلاقات الجنسية، لا تخص النساء فقط، إذ يمكن أن يكون الرجل أيضا من بين ضحاياها، سيما الذين لديهم شركاء متعددون، وذلك حسب دراسة، قمنا بها في إحدى المدن المغربية، والتي استجوبنا خلالها الممارسين للدعارة من الجنس الآخر، فتبين أنهم يعانون أيضا مشاكل نفسية، وصعوبات في الاستقرار العاطفي والأسري. ونحن بصدد إنجاز دراسة أخرى حول البعد السيكودينامي للبغاء عند النساء وأيضا الذكور، بالإضافة إلى الوسطاء، الذين يعدون جزءا من اقتصاد ينتهك حقوق الإنسان، وهو الأمر الذي لا يمكن معالجته، إلا من خلال الإنصاف والعدل والقانون الإنساني. < كيف يمكن تجاوز هذه الاضطرابات النفسية؟ < لا يمكن الاعتماد، في العلاج السيكولوجي، على مقاربة علاجية واحدة، بل لابد من تعدد المقاربات، والأساسي في الموضوع، الحرص على التكاملية ليطول العلاج كافة الأنساق الحيوية للفرد الإنساني سواء كان امرأة أو ذكرا. فلابد من مراعاة النسق البيوعصبي، والاجتماعي والثقافي والبيئي للشخص، بالإضافة إلى النسق الزمني، وذلك لأن خصوصيات الشاب أو المراهق أو حتى الطفل، تختلف عن خصوصيات الراشد، وبالتالي فالبعد العمري، نقطة أساسية في العلاج. من جهة أخرى، من الأهم الحرص على المعالجة الحقيقية التي تساعد الإنسان على التمكين النفسي والذاتي بصفة عامة، سيما أنه أمام تحقيق ذلك، سيمتلك الشخص تقديرا لذاته، وسيتبنى فكرة سامية عنها، وبالتالي سيحترم نفسه ويمتنع عن تحويلها إلى بضاعة يعرضها للبيع. أجرت الحوار: إيمان رضيف * باحث في علم النفس الجنائي

غير مستقرات نفسيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نصائح للتخلص من البقع على الجدران

سقـوط "مافيـا" شهـود الـزور بالجنـوب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات