أصحاب القاعات… ملوك الأعراس

"التريتورات" يقتصرون على لعب دور الوساطة بين مالك العقار والزبناء عبر عقود كراء بملايين الدراهم أدخلت قاعات الحفلات فئة جديدة من العاملين في مجال "صناعة" الأعراس، إذ دفع ارتفاع ثمن العقار في المدن وتشدد السلطات في منح رخصها إلى تربع أصحابها فضاءات الأفراح على عرش المشتغلين في القطاع ، خاصة بعدما دفن أغلب المغاربة زمن الخيام المنصوبة في الشارع أو أسطح العمارات. ولم يعد بإمكان صغار التريتورات تملك القاعات، إذ فرض ارتفاع ثمن العقار لجوءهم إلى خدمات أصحاب الفيلات والقصور المعدة خصيصا لهذا الغرض، سواء في الضواحي أو المناطق الصناعية والخدماتية، على اعتبار أن السلطات أصبحت تتردد كثيرا في منح رخص قاعات الأفراح بالنظر إلى كثرة الشكايات التي يضعها السكان بسبب مكبرات الصوت ومنبهات السيارات التي تقلق راحة النائمين في ساعات متأخرة من الليل، خاصة في التجمعات والتجزئات الراقية، حيث إمكانية استغلال الفيلات لهذا النشاط، الذي يدر على أصحابه أرباحا خيالية. ورغم خدماتها الراقية وبناياتها الفخمة تلاقي القاعات المشيدة خارج المدارات الحضرية منافسة كبيرة في جيل جديد من المركبات المخصصة لاستقبال الحفلات في المناطق الصناعية والخدماتية، كما هو الحال في حي الشريفة بالبيضاء، الذي أصبح يستحق وصف حي الأعراس، إذ مع إفلاس مصانع النسيج تحولت بناياته إلى مجالات أخرى وأخذت قاعات الأفراح حصة الأسد منها، بالإضافة إلى نسب يسيرة من المدارس والنوادي الرياضية. وتتميز البنايات الجديدة باستعمال تجهيزات متطورة في التحكم في الضجيج كما هو متعامل به في استوديوهات التسجيل الصوتي، الأمر الذي مكنها من احتضان قاعات أو ثلاث قاعات فوق بعض تعرض للكراء بأثمنة مناسبة بالنظر إلى المصاريف الكبيرة التي تتطلبها حفلات القصور الواقعة في الجماعات القروية الواقعة في محيط المدن، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إليها ومغادرتها ليلا سواء بالنسبة إلى العاملين فيها أو المدعوين إليها. لكن قصور الضواحي، وبالنظر إلى تجهيزاتها الراقية، من مساحات خضراء ومسابح لا يقصدها في الغالب إلا الميسورون، إذ يتجاوز ثمن الليلة الواحدة فيها ثمن قاعات الفنادق المصنفة خمسة نجوم، كما هو الحال في وجهات من قبيل بوسكورة و دار بوعزة بالبيضاء. وفي النوعين معا، قاعات المجال القروي وقاعات المناطق "الصناعية" يلعب "التريتور" دور الوسيط بين مالك العقار والزبناء، إذ يضاف ثمن كراء فضاء العرس إلى الفاتورة التي يؤدي ثمنها الزبون إلى الممون دون مواجهة مباشرة مع أصحاب القاعات، الذين يقتصر تعاملهم في الغالب على الوسطاء. وتتغير طريقة التعامل بين الممونين وملاك قاعات الأفراح حسب نوعية العقار، إذ في حال تعلق الأمر بالفيلات التي تستعمل لهذا الغرض بشكل عشوائي أي دون الحصول على الرخصة من السلطات المختصة، فإن السداد يكون بشكل يومي، في حين يفرض أصحاب الفضاءات المرخصة كراءها وفق عقود سنوية تصل في بعض الأحيان إلى ملايين الدراهم، يجد الممون نفسه أمام امتحان جمعها في أقل من ثلاثة أشهر، على اعتبار أن القاعات لا تشتغل بشكل كامل إلا في أيام الصيف دون رمضان. ياسين قُطيب

أصحاب القاعات… ملوك الأعراس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ميكروطروطوار

ترامب يشترط حل الأزمة السورية لرفع العقوبات على روسيا

مقالات ذات صلة