منيب: رفع الحصار الأمني عن الحسيمة أولا

منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد قالت إن على الدولة وضع سياسات عمومية تستجيب لانتظارات السكان حراك الريف يستمد روحه من حركة 20 فبراير، لأن الأوضاع ظلت مستقرة في تخلفها، ولم يحصل أي تغيير ملموس في اتجاه إصلاح الأوضاع الاجتماعية التي تزداد تأزما، وتهدد بالمزيد من الانفجارات الشعبية. والملاحظ أن الحكومات المتعاقبة ظلت تتعامل مع كل الحركات الاحتجاجية منذ 1981، بمنطق"الإصلاحات" التي تحاول المزج بين دور الدولة ونوع من الليبرالية، التي لا تخدم في نهاية المطاف سوى بعض الدوائر المستفيدة، عوض الانفتاح الحقيقي، الذي يمكن أن يحقق التنمية. هذه الازدواجية لم تخدم سوى مصالح لوبيات الاحتكار والفساد. وطيلة عقود، رأينا كيف استفحل الريع بجميع أنواعه السياسية والاقتصادية، وتنامت سياسة الامتيازات، ما جعل الثروة تتمركز في أياد قليلة، في حين اتسعت دائرة الفقر وتدهور أوضاع فئات واسعة. وقد كان بالإمكان أن تشكل الجهوية منطلقا لبناء نظام ديمقراطي من الأسفل، عبر انتخابات نزيهة وديمقراطية، تفرز كفاءات ونخبا قادرة على المساهمة في دمقرطة الجهات، وتقليص الفوارق المجالية. وكان المغرب على موعد لوضع دستور ديمقراطي، وإطلاق إصلاحات اقتصادية ومؤسساتية، لكنه ضيع هذه الفرصة في 2011. والخلاصة أن أسباب الاحتقان ظلت مستمرة، وتزداد تفاقما، أمام فشل الحكومات المتعاقبة في التجاوب مع مطالب وحاجيات الفئات الواسعة من أبناء الشعب المغربي. وقــد بـدت حكومة العثماني ضعيفة جــدا، وغـــير قادرة على القيام بدورها بكل مسؤولية، لأن النخب المشاركة فيها سعت إلى المشاركة في النظام السياسي، ولم تسع إلى تغييره في اتجـاه الدمقرطة والتحديث والعدالة الاجتماعية. وقد بدت اليوم أكثر عجزا أمام ما يجــري بالريف، بل سجلت انطلاقة فاشلة في التعــاطي مع الحراك، من خلال الموقف الذي عبــرت عنـه الأحزاب المشاركة في الحكومة، حين أطلقت العنان لتصريحات غير مقبولة، تتهم المحتجين وتخونهم، عوض الإنصات العميق إلى مطالبهم المشروعة. فما العمل بعد كل هذه التطورات المتسارعة؟ إن المدخل الأول لوقف الاحتقان المتزايد هو الإفراج عن النشطاء ووقف المتابعات، ورفع كل أشكال الحصار الأمني عن المدينة، وفتح حوار جدي مع النشطاء حول المطالبهم عاجلة. أكيد أن عددا من المطالب يحتاج إلى برمجة على المدى المتوسط، والبحث عن مصادر تمويلها، لكن هناك مطالب آنية لا تقبل التأخير، من قبيل مطالب الصحة والطرق والتعليم، بالإضافة إلى ضرورة تغيير تعامل السلطات مع المواطنين، بما يضمن كرامتهم وحقوقهم الثقافية والسياسية. ويبقى عل الدولة اليوم أن تقيم ما جرى في الحسيمة، لوضع سياسات عمومية تستجيب لانتظارات السكان، ليس في الريف فقط، بل في باقي الجهات، حتى لا تفاجأ بانفجارات مماثلة في جهات أخرى، بالإضافة إلى إطلاق ورش الجهوية الحقيقية، ومحاربة الفساد، والذي يعمق الإحساس بالحكرة لدى فئات واسعة من المغاربة. برحو بوزياني

منيب: رفع الحصار الأمني عن الحسيمة أولا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنشماش عن حراك الريف: الجمر على الحطب

أخنوش يلاحق أصحاب الشكايات الكيدية

مقالات ذات صلة