مقاطعة الفداء…”البالي لا تفرط فيه”

بناية جديدة بمكاتب ورفوف وتجهيزات تعود إلى العهد الغابر تنتصب بناية المقر الجديد لمقاطعة الفداء، بعضها المشع الذي تتخلله زرقة خفيفة، على ربوة تطل على درب الشرفا والطلبة بدرب السلطان بالبيضاء وتشكل امتدادا لحي كريكوان، لتجاور الملحقة الإدارية 20 لحي طرابلس. البناية الجديدة بتشكيلها الهندسي الحديث تبدو نشازا وسط أبنية كريكوان بهندستها البديعة الموروثة من الحقبة الاستعمارية، إذ انتهت بها الأشغال حديثا لتكون مرفقا تابعا لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، قبل أن تتحول على حين فجأة، مع دخول شهر رمضان، إلى مقر مقاطعة الفداء، حيت اتخذ قرار بتجميع كل مصالح المقاطعة بهذه البناية التي باتت مقصدا للمرتفقين. حركة دؤوبة بمحيط البناية الفتية،الذي يشكل ملتقى العابرين في اتجاه قيساريات درب السلطان أو نحو المحلات التجارية الخاصة بالقريعة. البناية ارتدت حلة جديدة لاستقبال الموظفين، ومكاتبهم ووثائقهم وملفاتهم، إذ أن أول ما يثير زائرها خلال ذلك الصباح الرمضاني، هو منظر شاحنة تولي ظهرها للباب الرئيسي للمقاطعة، وبضعة عمال يفرغون محتوياتها من ملفات وعلب أرشيف مغبرة، ومكاتب متهالكة وخزانات حديدية علا بعضها الصدأ. "واخا قرار الانتقال لهاذ المقاطعة مزيان إلا أننا ما كانحسوش بطعم الانتقال ما دام التجهيزات باقية هي هي" يعلق موظف وهو يتابع المشهد، متحدثا إلى زميله. بمجرد ما تجتاز عتبة المقاطعة تطالعك رائحة الطلاء الجديد، والواجهة الرخامية لمكتب الاستقبال، إلا أنه بمجرد ما تتوغل داخل البناية وتصعد إلى طوابقها وتلقي نظرة على مختلف مرافقها ومصالحها، تفاجأ بالمكاتب المتهالكة المستقدمة من المقر القديم للمقاطعة بحي الفرح، وهو ما جعل الكثير من الموظفين يستقبلون الأمر بنوع من الفتور الذي ينعكس على محيا الكثيرين منهم، والذين لا تستشعر فيهم الحماس الذي يعتري المرء وهو "يبدل العتبة". الأمر نفسه ينطبق على المواطنين القلائل الذين قصدوا المقاطعة في بنايتها الجديدة، وكان أغلبهم لا يعلمون بأمر انتقالها إلى المقر الجديد، كما أنه اختلط على الكثيرين منهم أمرها مع بناية المقاطعة 20 المجاورة لها، وهو ما جعل الوصول إليها غير سهل للوهلة الأولى يقول أحد المواطنين. ويضيف أن بعض الموظفين يتخلصون بلباقة من المواطنين بدعوى أن مكاتب المقاطعة غير جاهزة، في حين يبذل آخرون مجهودا لاستخلاص تلك الوثائق رغم الفوضى التي ما زالت تعتري أرجاء البناية التي لم يعتد العاملون فيها على الوضع الجديد. مع انتصاف النهار الرمضاني واشتداد القيظ يدب الخدر لأوصال الموظفين وهو ما ينعكس على الأجواء فيها رغم ارتفاع منسوب الحركة قليلا مع حلول الثانية عشرة زوالا، إلا أنه سرعان ما تستعيد البناية هدوءها المفتقد منذ ساعات الصباح الأولى، في الوقت الذي كان يكتفي بعض الموظفين ب"تصدير" المواطنين إلى الثالثة زوالا، بدعوى اقتراب موعد الصلاة، وهي حيلة ظريفة و"شرعية" للانسلال، ليعود أقل من نصفهم بعد الزوال، فيكون المواطن هو الضحية. عزيز المجدوب

مقاطعة الفداء…”البالي لا تفرط فيه”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إحالة نجل جنرال بتهمة النصب

"كارتيلات" المواد الفاسدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات