الغموض يكتنف طريقة ترشيح شباب الأحزاب

يسجل العديد من المتتبعين للشأن الانتخابي في بلادنا ضبابية كبيرة في مواقف قادة مجوعة من الأحزاب لدى مناقشتها للقوانين الانتخابية، وغياب مشاريع شفافة تمنح الدينامية التي جاء بها الدستور الجديد، خصوصا مأسسة ودسترة المجلس الوطني للشباب الذي يعتبر قاطرة التحول القانوني والمؤسساتي لعمل الشباب المغربي. لكن المفاجأة كانت في ما يمسى «اللائحة الوطنية للنساء والشباب»، التي تحاول إقصاء شريحة عمرية وفئوية لها من الإمكانيات الفكرية والمهنية والسياسية ما يمكنها من تحقيق تغيير حقيقي داخل المؤسسات المنتخبة. فبعد نقاشات طويلة، في ما أصبح يحوم حول اللائحة الوطنية للشباب والنساء، لاحظ محللون وهيآت مدنية تعنى بالشؤون الانتخابية، وجود خطاب إقصائي للشباب، الذي ربطته اللائحة بالذكور، في حين يقترح تخصيص لائحة وطنية للنساء تكون غير محددة السن، مقابل جعل لائحة وطنية للشباب من الصنفين، محددة السن في أقل من 35 سنة. إن لائحة النساء، يقول مصدر جمعوي، تقصي الشابات بنسبة كبيرة، وتجعل العدد محدودا في ثلاثين شابا، باعتبارهم شريحة عمرية واجتماعية تساهم في تنمية البلاد، كما أن هناك العديد من الشابات لديهن رغبة كبيرة في المشاركة في العملية السياسية، بخلاف أن «تحديد لائحة النساء» كما كان الشأن في اللائحة الوطنية السابقة يحرم الشابات من الجيل الجديد من البرهنة على أفكارهم والتفاعل داخل أحزابهم، لأن اغلب الأحزاب تحاول تقديم مرشحات يمثلن فئات عمرية تجاوزت سن الشباب كما هو متعارف عليه عالميا.وكان منتدى الشباب المغربي، قدم مقترحا بتخصيص لائحة الشباب والشابات، انطلاقا من تجربته الراسخة وتراكماته الايجابية في العمل الميداني القريب من هموم وإشكالات الشباب المعاصر، كما أن المنتدى يتوصل بالعديد من الانتقادات التي تحرم العديد من الشابات من التعبير عن مواقفهن وتقديم مشاريعهن لمغرب جديد، وذلك نتيجة اختلاف الأجيال. وأضف المصدر ذاته أن إثارة هذه المسألة من طرف المنتدى يهدف الإجابة عن التحولات العميقة التي يعرفها الشارع المغربي، والرغبة الأكيدة للشباب في المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات المقبلة من أجل مغرب الديمقراطية والحكامة والتنمية. ومن أجل ذلك، فإنه يدعو جميع الأحزاب إلى التراجع عن المنهجية الإقصائية، وتحمل كامل المسؤولية التاريخية في جعل الشباب والنساء في قلب الاهتمامات داخل السياسات العمومية، كما يطالب الأحزاب السياسية بالعمل على البحث عن "جيل جديد من البدائل" قادر على إعطاء القيمة الحقيقية للنساء والشباب التي يستحقانها. ولكل غاية مفيدة فإنه يقدم وجهة نظره للأحزاب وكل الفاعلين من أجل العمل على تبنيها، لأنها في تقديره ستسهل عملية التوافق بين جميع المكونات، لائحة وطنية للنساء تكون غير محددة السن، مقابل جعل لائحة وطنية للشباب، سواء منهم الذكور أو النساء، محددة السن في أقل من 35 سنة، وذلك ما تعارضه بعض الأحزاب السياسية·ويكاد الصراع يحتدم بين شريحتي الشباب والنساء حول مقاعد اللائحة الوطنية. وتمضي تصريحات ومطالبات الشريحتين في اتجاه الضغط على وزارة الداخلية لتمتيع النساء والشباب بمقاعد أكثر داخل مجلس النواب المقبل، بعد أن جاءت الصيغة الثانية من مشروع القانون التنظيمي لمجلس النواب مقلصة لمقاعد اللائحة الوطنية من 90 إلى حوالي 74 فقط، قبل أن تعود من جديد لتستقر في رقم تسعين· وفي الوقت الذي اتجهت فيه المطالب النسائية إلى السعي وراء الاحتفاظ باللائحة الوطنية لائحة خالصة للنساء دون الرجال أو الشباب، رحبت التنظيمات الشبابية بالاقتراح الذي قدمته الداخلية في الصيغة الثانية من مشروع القانون بتوزيع مقاعد اللائحة بين الشباب والنساء، ورأت في ذلك مقدمة حسنة من أجل تمتيع الشباب بموقع مستحق داخل المؤسسة التشريعية. وتجد مطالب الشباب باقتسام اللائحة الوطنية مع النساء صداها داخل الأحزاب، إذ بات شعار المناصفة الذي ترفعه بعض المنظمات النسائية، شعارا للشباب في وجه النساء للمطالبة باقتسام مقاعد اللائحة الوطنية.وكشفت التصريحات التي أدلى بها الوزير الأول عباس الفاسي عقب لقائه التنظيمات الشبابية قبل أيام رغبة الحكومة في الأخذ بصيغة اقتسام المقاعد. ولا يتعلق الأمر هنا باقتناع مفاجئ أصاب أعضاء الحكومة بضرورة تمتيع الشباب بمواقع أرقى داخل المجال السياسي، بقدر ما يتعلق بسعي الأحزاب إلى مواكبة ما شهده الشارع من حركات شبابية احتجاجية انتقدت شيخوخة البنيات السياسية للدولة والأحزاب، على حد قول مصدر مطلع· ومما لا شك، فقد تجد بعض الأحزاب في مقترح الداخلية بتخصيص مقاعد في اللائحة الوطنية للشباب، فرصة للحفاظ على شيخوختها التنظيمية على المستويات المحلية، بعيدا عن أي التزام بتخصيص تزكياتها على المستوى المحلي للشباب. عبدالله الكوزي

الغموض يكتنف طريقة ترشيح شباب الأحزاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النساء والشباب ... معركة اقتسام اللائحة الوطنية

التاج: مقترح الداخلية لا علاقة له بمعيار الشباب المتعارف عليه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات