النساء والشباب … معركة اقتسام اللائحة الوطنية

تصريحات الكاتب الوطني للشبيبة الاستقلالية تثير غضب فعاليات نسائية عندما سئل أحد القياديين الشباب في حزب عريق عن كيفية تمكن انتزاع الشباب لكوطا ضمن اللائحة الوطنية، رد ببساطة بأن الشباب لم يقوموا بأي ضغط، ولم يلجؤوا إلى تكوين "لوبي" لحمل المسؤولين في الأحزاب بأن يؤمنوا بأن وجودهم داخل المؤسسة التشريعية بات ضرورة ملحة، ويجب أن تخصص لهم حصة تعفيهم من التباري العادي في إطار اللائحة المحلية. وقد أثار تصريح عبد القادر الكيحل، الكاتب الوطني لشبيبة حزب الاستقلال، غضب مجموعة من الفعاليات النسائية، التي اعتبرت أن الحديث حاليا عن كوطا للشباب جاء بفضل النضالات التي خاضتها نساء الأحزاب والجمعيات النسائية منذ أزيد من عشر سنوات، توجت باعتماد اللائحة الوطنية في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2002.وفي تقدير الكيحل، فإن النقاش الذي دار حول تمثيلية الشباب ومشاركتهم في الانتخابات المقبلة، لم يستغرق سوى ساعات قليلة، أي أن الأمر كان طبيعيا، ولم يتطلب طرق الأبواب، وعقد لقاءات سرية وأخرى علنية، من أجل الوصول إلى توافق يضمن الحضور الشبابي في المحطة الانتخابية المقبلة. أما النساء المعنيات، فيعتبرن أن ما توصل إليه الشباب تم بفضلهن، لأنهن من ناضلن من أجل اعتماد لائحة وطنية، التي كادت تزيغ عن سكتها، بسبب تلميح بعض السياسيين بإمكانية ترشيح "ذكور" في هذه اللائحة، مستندين إلى مضامين الدستور، غير أن المعركة حسمت لفائدة النساء، وبقيت اللائحة الوطنية بمثابة تمييز إيجابي لهن، بل إن المجلس الدستوري قال كلمته وفصل لصالح المرأة. لكن التحضير لانتخابات 25 نونبر جاء في سياق دستور جديد. كما برزت إحدى العوامل الفاعلة المتمثلة في شباب حركة 20 فبراير، وشباب آخرين، قرروا الخروج إلى الشارع ورفع مطالب الإصلاحات، والقضاء على الفساد، وإثارة الانتباه إلى أنهم معنيون بكل ما يقع وطنيا وإقليميا وكذا دوليا. وخلص الحراك الاجتماعي إلى فتح ورش الإصلاح الدستوري، وبدء الحديث عن إصلاحات سياسية، كما أنه في إطار هذا السياق، ارتأت الدولة، ومعها الأحزاب السياسية، ضرورة تفعيل مشاركة الشباب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مستحضرة أنه لا بد من بحث صيغة لضمان ولوجهم قبة البرلمان، فتم اقتراح اقتسام اللائحة الوطنية بين النساء والشباب.اقتراح أثار غضب نساء الأحزاب اللواتي يعتبرن أنه كان الأجدر اعتماد لائحة وطنية خاصة بالشباب. كما أن المقترح الذي أعلنت عنه أخيرا وزارة الداخلية، القاضي بتخصيص مقعدين للنساء، مقابل مقعد واحد للشباب، يبقى "توزيعا غير عادل"، تقول عضو في التنسيقية الوطنية من أجل تمثيلية النساء، ففي تقديرها، فإن هذا سيضعف من حظوظ عدد من المناضلات. وأكدت المعنية أن طريقة التوزيع ستكون محط نقاش مستفيض مع زعماء الأحزاب السياسية، ومع مسؤولين في وزارة الداخلية، إذ قررت التنسيقية عدم التوقف في إطار تحركاتها ل"استرجاع" اللائحة الوطنية، خصوصا أن الأصوات النسائية ارتفعت تطالب بتفعيل المناصفة التي نص عليها الدستور الجديد، غير أن اقتسام اللائحة الوطنية لن يخدم الهدف، وسيضع نساء الأحزاب أمام معركة فرض الذات، وانتزاع حق، سبق أن اكتسبنه في إطار معركة نضالية طويلة. فهل سيقف زعماء الأحزاب في صف المناضلات، أم أنهم سيفضلون الاختيار الذي طرحته وزارة الداخلية. إنها معركة مستمرة ... نادية البوكيلي

النساء والشباب … معركة اقتسام اللائحة الوطنية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العوني: كوطا الشباب زوبعة في فنجان

الغموض يكتنف طريقة ترشيح شباب الأحزاب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات