الراقصة والفيدور … قصة انتقام

كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا حين اكتشفت إحدى الممرضات بالمركز الصحي بالمحاميد بمقاطعة المنارة بمراكش، قطعا صغيرة من اللحم جلبتها بعض الكلاب الضالة وامتنعت عن التهامها، الأمر الذي جعل الأطر الطبية بالمركز المذكور، تشكك في مصدرها، قبل أن يتم الاتصال بعناصر الشرطة القضائية و العلمية التي أخضعت القطع المذكورة للتحليلات الخاصة، أثبتت أنها تعود للضحية الذي اختفى عن الأنظار، ويشتغل حارسا للأمن بأحد الملاهي الليلية والذي سبق أن تقدمت زوجته الراقصة بشكاية لدى مصالح الأمن تؤكد من خلالها اختفاء "الفيدور" عن الأنظار. لتنطلق عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية في مباشرة تحرياتها لكشف خيوط جريمة القتل و التمثيل بالجثة، انطلاقا من استدعاء الزوجة، التي نفت علمها بالخبر، لتعتمد المصالح الأمنية على تقنيات جد متطورة، اتضح من خلالها أن جريمة القتل تمت بمنزلها الذي عمدت الى إعادة صباغة جدرانه وتنظيفه رفقة والدتها المسماة "هـ" التي اختفت عن الأنظار. اقتيدت الراقصة / المتهمة إلى مقر الشرطة القضائية، لوضعها رهن تدابير الحراسة النظرية، طبقا لتعليمات الوكيل العام، و حجز هاتفها، اتضح من خلاله أنها ظلت خلال الأيام الأخيرة على اتصال بأحد الشباب من الرباط. انتقلت عناصر الشرطة إلى العاصمة الإدارية، لاقتياد المتهم الذي أنكر هو الآخر أي علاقة له بالراقصة / المتهمة، مشيرا إلى أنه سبق أن التقاها في أحد الملاهي الليلية. كانت الراقصة على علاقة غير شرعية بالفيدور، نتج عنها طفل، لكن توتر العلاقة بينهما، وارتباطها بالشاب الجزار، جعلها تفكر رفقة والدتها في التخلص منه. دأب الضحية على العودة إلى منزل زوجته غير الشرعية في الصباح الباكر بعدما ينهي عمله بالملهى الليلي الموجود بممر النخيل، ليخلد للنوم، الأمر الذي استغلته المتهمة لتقديم مشروب يحوي منوما قويا، مكنها رفقة خليلها ووالدتها من تصفية الضحية وتقطيع جثته بشكل احترافي، بعد أن انهال عليه الجزار بمدية على الرأس، فارق إثرها الحياة في الحين، وفي الوقت الذي تكلفت الأم بإحراق الجمجمة والأطراف، ودفنهما بمسرح الجريمة، عمدت المتهمة إلى التخلص من أشلاء الضحية بوضعها ببالوعة المنزل، ورمي القطع الأخرى على الطريق الرابطة بين حي سوكوما حيث يوجد منزل أسرتها، ومنطقة المحاميد بمقاطعة المنارة، وأيضا بدوار أيت ايمور ضواحي مراكش. وفي الوقت الذي كانت عناصر الشرطة تباشر تحقيقاتها مع المتهمين اللذين أنكرا المنسوب إليهما، تم العثور على أم الراقصة جثة هامدة بمنطقة تمصلوحت باقليم الحوز، الأمر الذي عملت المصالح الأمنية على إخفائه عن الراقصة التي كانت تخضع للتحقيق الأمني رفقة شريكها الرباطي. تمت مواجهة المتهمين اللذين اعترفا بعلاقتهما التي انطلقت من ملهى ليلي بكيليز، في وقت يكون الضحية منشغلا بعمله الليلي بالملهى التابع مركب سياحي بممر النخيل والذي يستمر في العمل به الى شروق الشمس، وهي المدة التي جعلت الراقصة تختلي بعشيقها الذي أغدق عليها مبالغ مالية مهمة. وكشفت التحقيقات التي أجرتها الشرطة القضائية، أن المتهمة زارت الرباط مباشرة بعد تنفيذ جناية القتل والتمثيل بالجثة، الأمر الذي أنكره الشاب الرباطي. وكذلك الراقصة، الأمر الذي جعل الضابطة القضائية تستخلص تورطهما رفقة الأم المنتحرة في العملية المذكورة. قادت التحقيقات الأمنية إلى تورط الراقصة "ف.ع" البالغة من العمر 29 سنة، رفقة أمها وعشيقها المسمى "ر" المعروف بالشواي المتحدر من عائلة ميسورة بالرباط، في قتل الفيدور المسمى "أ س" البالغ من العمر 42 سنة. قبل أن تعترف الراقصة بأن "الفيدور" كان يعنفها ويعتدي على أفراد أسرتها، الأمر الذي جعلها تفكر في التخلص منه، خصوصا بعد ارتباطها بالمسمى رشيد الذي ظل مصرا على جهله بجناية القتل. وحكت المتهمة لعناصر الضابطة القضائية، التي باشرت عملية إعادة تمثيل الجريمة تحت إشراف الوكيل العام، تفاصيل الجناية والدور الذي قام به كل طرف. وتمت إحالتهما رفقة العشيق على الوكيل العام باستئنافية مراكش، الذي أحالهما بدوره على قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، هذا الأخير أمر بوضعهما أسوار السجن المحلي بمراكش على ذمة التحقيق، في انتظار عرضهما على المحاكمة إذ تمت إدانتهما بالسجن المؤبد. محمد السريدي (مراكش)

الراقصة والفيدور … قصة انتقام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيجيدي" يحصي خسائره

فيديو .. سقوط الأرجنتين بملعب بوليفيا

مقالات ذات صلة