الموجاري: لا أتفلسـف ولا أكتـب شعـرا

كاتب الكلمات الموجاري قال إنه ضد "خلجنة" الأغنية وإنه يمتح كلماته من الشارع اعتبر سمير الموجاري، كاتب كلمات العديد من الأغاني الناجحة مثل «نتي باغية واحد» و»تسونامي» و»ماشي رجولة»، أن أغنية «قهوة» التي أثارت الجدل أخيرا بسبب كلماتها التي كتبها، ليست كارثية، بل فيها بعض نقاط الضوء، رغم أنه أقر بأن 60 في المائة من كلماتها تغيرت. وقال الموجاري، في الحوار الذي أجرته معه «الصباح»، إنه ضد «خلجنة» الأغنية المغربية ولا يهمه أن تصل إلى الجمهور الخليجي أو المصري، مضيفا أنه يمتح كلماته من لسان وواقع الشارع، لأنه يريدها أن تصل إلى الجميع، من مدير البنك إلى «العساس». في ما يلي تفاصيل الحوار: < انتقد الكثيرون كلمات أغنية «قهوة» التي كتبتها لأحمد شوقي واعتبروا أنها دون المستوى. كيف ترد على ذلك؟ < حين نزلت أغنية «قهوة»، صدمت فيها مثل العديدين، لأن نسبة 60 في المائة من كلماتها تغيرت وكانت مختلفة عمّا كتبته. أحمد شوقي أضاف تعديلات كثيرة على النص المكتوب فغابت فكرة الأغنية من الأساس، والتي تتحدث عن إعجاب شاب بفتاة في إطار «المعقول»، سيدفعه إلى الرغبة في الزواج بها، ولا علاقة للأمر بتحرش جنسي كما قيل، وهو ما جعلها تتعرض لانتقادات. التزمت الصمت لسببين، الأول أنني تخوفت أن يقال عني إنني غير محترف، إذ كيف يتم تغيير كلماتي دون علمي، رغم أن الأمر لم يكن قلة احتراف بقدر ما كان مسألة ثقة وضعتها في شوقي بعد أن تعاونت معه في «كاينة ولا ما كايناش» و»تسونامي»، والسبب الثاني أنني اكتشفت أن العديدين، ومن بينهم أصدقاء لي، «كانوا كا يتسناوني فالدورة». لا أحد التمس لي العذر وكأنهم يقولون في قرارة أنفسهم «سمير غلط آرا نعطيوه»... «سمير ولّا كا يخربق»... «سمير هربات عليه»... من جهة أخرى، أريد أن أشدد على مسألة أساسية، هي أن فكرة «قهوة» فكرتي ولن أتبرأ منها وسأدافع عنها. أجد أن الأغنية ليست كارثية، وفيها بعض نقاط الضوء. لا مانع لدي في أن أسمع انتقادات بناءة وأن نفتح باب النقاش، أما الانتقاد لمجرد الانتقاد وتحميل الأشياء أكبر من حجمها، فلا أقبله. هي في الأول والأخير أغنية قد تنال إعجاب البعض وقد يرفضها البعض الآخر. وما عليّ سوى أن أحاول تطوير نفسي في الأغنية المقبلة وإرضاء أكبر نسبة من المتلقين، مع العلم أنني، قبل «قهوة»، كتبت كلمات «موجة» للدوزي و»حساب» لصلاح الدين محسن، وهي الكلمات التي كانت «ثقيلة» ونالت إعجاب الجمهور. < لماذا تصر على كتابة كلمات مغربية قحة، بدل توظيف ما يسمى «اللهجة البيضاء» لتصل إلى الجمهور العربي؟ < «نتي باغية واحد» انتشرت خارج المغرب رغم أنها كتبت بدارجة مغربية 100 بالمائة، ومن قال إنها بلهجة بيضاء «راه ما فاهم والو». أنا ضد اللهجات البيضاء والخضراء والزرقاء... هناك دارجة مغربية واحدة الكل يتحدث بها ويفهمها، هي التي أستعملها في كلماتي، مع الإشارة إلى أن بعض المغنين ينطقون بعض الكلمات المغربية بلهجة خليجية. أنا ضد ما يسمى «خلجنة» الأغنية المغربية، والجمهور الذي يعنيني في الأول والأخير هو الجمهور المغربي. لا يهمني أن يفهمني الجمهور الخليجي أو المصري. «نتي باغيا واحد» فهموها «بزز منهم»، وأيضا «كاينة ولا ماكايناش» و»ماشي رجولة»... < أسماء لمنور غنت من كلماتك «ها وجهي لا طفرتيه» في أغنيتها «ماشي رجولة». ألا تلاحظ معي أنه من الصعب توظيف كلمات بدارجة قحة خاصة أن لهجتنا ثقيلة على الأذن وليست موسيقية ولا قابلة أن تغنى؟ < رغم أن لهجتنا صعبة، إلا أننا صنعنا بها أغنية مغربية. في البداية، يصعب أن يتقبلها الجميع، لكن مع مرور الوقت، يمكن الاستئناس بها. عبارة «ها وجهي لا طفرتيه» كان فيها هذا الإشكال الذي تحدثت عنه، لكنها كانت تحد بالنسبة إلي. كل من تحفظ عليها من طاقم العمل، طلبت منه أن يأتيني بعبارة معبرة مثلها، لكنها غير موجودة. الكلمات الخليجية أيضا صعبة لكننا تعودنا عليها لأنها تغنى منذ 40 سنة. في نهاية المطاف، أنا كاتب كلمات أبحث عن موضوع أركّبه على تيمة لحنية معينة و»يطلع زوين»... هكذا، بكل بساطة. لا أريد أن أتفلسف ولا أريد أن أكتب شعرا... وإلا سنعود إلى أغاني الملل. أمتح كلماتي من لسان وواقع الشارع المغربي. < هل أفهم من كلامك أنك تعتبر الأغاني المكتوبة بلغة شعرية مملة؟ < هناك بعض الأغاني مملة حسب وجهة نظري. وهناك أغان لا علاقة لها باللهجة المغربية «وخاصك تكون قاري باش تفهمها». إنها لا تتوجه إلى كافة المغاربة. أريد أن تصل أغنيتي إلى الجميع من مدير البنك إلى «العساس». «ما باغيش نعنكش» المتلقي «فدماغو». أرغب في أن أمنحه أغنية سهلة يطرب لها ويرى نفسه فيها وقريبة من واقعه. هذا لا يعني أن جميع الأغاني المغربية القديمة مملة. أعشق أغاني حميد الزاهير، أجدها جميلة وبسيطة، يعجبني أيضا مولاي أحمد الحسني. هناك أيضا العسكوري. أغاني «ناس الغيوان» أيضا رائعة، خاصة أغنية «السيف البتار» التي أعشق كلماتها... < لكن كلمات هذه الأغنية وغيرها من أغاني «الغيوان» تحمل معاني عميقة ومعبّرة و»ثقيلة»، رغم أنها بدارجة مغربية. أم أن لك رأيا غير ذلك؟ < فعلا «فيها كلام كبير وصعيب»، ولكني لا يمكن أن أكتب كلمات مثل هذه في 2017. أحترم تجربة «ناس الغيوان»، لكن مثل هذه الأغنية في وقتنا الحالي «ما غا تسافرش» و»ما غا تسمعش عند كلشي». قبل «نتي باغية واحد»، كانت هناك 4 أو 5 أغان وصلت إلى الخليج، اليوم فتحنا الباب أكثر للأغنية المغربية لتتجاوز حدود الوطن. قد تكون نسبة 20 في المائة من التجربة «خايبة»، لكن 70 في المائة منها، «زوينة». < حظيت بوسام ملكي الذي هو تشريف وتكليف في الوقت نفسه. ألم يجعلك ذلك تفكر في تغيير طريقة عملك ومستوى ما تكتب؟ < فعلا تغيرت العديد من الأمور بعد الوسام الملكي لأنني أصبحت بعده كاتب كلمات مسؤولا ومعترفا به من قبل أكبر سلطة في البلاد. والجميع ينتظر ماذا سأقدم بعد ذلك. وإذا لاحظت، فقد كتبت بعد الوسام أربع أغان جيدة جدا هي «كود بين» لأمين مهني و»ما عقلتش عليا» لغازي الأمير و»حساب» لصلاح الدين محسن و»الموجة» للدوزي. وكلها أغان تبين أن شخصيتي الفنية تغيرت وأصبحت أكتب أغاني تتوفر فيها الجودة ليس فقط «باش نبيع». «قهوة» أيضا...مع أن عليها اختلاف. 75 في المائة من أغانيّ جيدة. < ما هي الأغنية المغربية التي سمعتها وتمنيت أن تكون كاتب كلماتها؟ < «الما يجري قدامي». < ومن الأغاني الجديدة؟ < لا واحدة. تعجبني كلمات أغنية مصرية وكنت أتمنى أن أكتبها. إنها أغنية عمرو دياب «أنا مهما كبرت صغير... أنا مهما عليت مش فوق»... < تهاجم المرأة في الكثير من أغانيك. هل لديك مشكل معها أم مررت بتجربة جعلتك تحقد على النساء؟ < (يضحك) فعلا العديدون يوجهون لي هذه الملاحظة. أؤكد لك أنني لم أعش أي تجربة فاشلة مع امرأة لأنني في الوقت الذي كان الشباب يعشق ويحب، كنت مشغولا بلقمة العيش و»الطريطات ديال الدار». «ما كنتش مسالي». عشت تجارب أصدقائي وتفاعلت معها. وقد أخذت هذه الملاحظة بعين الاعتبار وحاولت أن أقيم بعض التوازن في أغاني مثل «كاينة ولا ما كايناش» أو «رسالة» مع لمياء الزايدي أو «ماشي رجولة» مع أسماء «اللي قصحت فيها مع الراجل». < كيف تقبلت عائلتك دخولك المجال؟ < عائلتي بعيدة تماما عن الموسيقى والفن. «أنا اللي خرجت من الجنب». نحن عائلة محافظة و»خبزاوية»، نتقاتل من أجل «طرف ديال الخبز». حين نزلت «نتي باغية واحد»، لم يكن والدي يعرف ماذا أفعل في حياتي، ولم يكن متأكدا من أن الاسم الذي يسمعه في «الراديو» هو اسم ابنه. أخي الأكبر ملتزم دينيا وكان من الصعب عليه تقبل الأمر. هناك والدتي فقط التي كانت تشجعني. اليوم، يتعايشون مع الأمر لكن بشروط «ما تعطلش بالليل»... «ما تشربش»... «ما تكميش»... «تصلي»... 9 ملايين سبب خلافي مع لمجرد < ما سبب المشاكل بينك وبين لمجرد حول «نتي باغية واحد»؟ < لا أريد أن أتحدث في الموضوع وسعد لمجرد في محنة. أتمنى أن يعود إلى عائلته وجمهوره. كل ما أستطيع أن أقوله هو أنني، بعد النجاح الذي عرفته أغنية «نتي باغية واحد»، لم أشتغل مدة سنة رغم أنني تركت عملي ودراستي من أجل التركيز في كتابة الكلمات لأن الملحن نسب كلماتها إليه وكاتب آخر من أكادير فعل الشيء نفسه «باش يخدمو» و»أنا نبقى بلا خدمة». أصبحت ماركة مسجلة في كتابة الكلمات والجميع «كا يبيع على ظهري»، فلم لا أخرج أنا أيضا وأتحدث عن أعمالي؟ < ماذا وقع بالضبط لتصلا إلى القطيعة؟ < أنا شخص لا أحب أن تضيع حقوقي. وأظن أنهم «ما عندهومش مع الحقوق». لم أتمكن من أخذ تعويضي عن إشهار «الضحى» الذي صوره، إلا بمشقة الأنفس. وصلتني معلومة من مسؤول في شركة العقار التي صوّر سعد لصالحها الإشهار، بقيمة التعويض الذي كان يجب أن يصلني من الشركة، والذي لا علاقة له بما أعطاني سعد. اتصلت به من أجل الاستفسار عن الأمر، فلم أجد أي جواب. أقمت الدنيا ولم أقعدها إلى أن حصلت على كامل حقي، ليس لأنني «جيعان»، ولكن لأنه حقي. كان ذلك السبب المباشر للمشاكل بيننا التي وصلت حد القطيعة النهائية. < كم كان مبلغ التعويض الذي منحه لك سعد؟ وكم قيمة التعويض الحقيقي؟ < سعد منحني مليون سنتيم، في حين أن المبلغ الذي كان يجب أن أتقاضاه هو 10 ملايين سنتيم. يعني أن الثقة «ديال 9 مليون سنتيم مشت». < كيف عدت للتعامل معه في «أنا ماشي ساهل»؟ < بعته «أنا ماشي ساهل» في الوقت نفسه الذي بعته «نتي باغية واحد». حين أطلق «أنا ماشي ساهل»، «ما درتش ليها بارتاج» في صفحتي على «فيسبوك». اسمي في «جنريك» العمل كان هو الأخير، بعد «هاداك اللي كا يهز الصيكان». ومرّ مرور الكرام. كان لدينا مشكل أيضا في أغنية «كاينة ولا ما كايناش» التي كتبت كلماتها لسعد، لكنه سجلها وأنا لم أتقاض أجرها بعد، فبعتها لشوقي. سعد لم يكن يحب سماعها، وكان يطلب إطفاء «الراديو» كلما سمعها بصوت شوقي لأنها أعجبته كثيرا. < كيف تعايشت مع النجاح الذي عرفته «أنا ماشي ساهل» وأنت على خلاف مع مغنيها؟ < «أنا ماشي ساهل» أغنية واعرة. العديدون لا يعرفون أنني كاتب كلماتها. كي أكون صريحا معك، كنت سأبيعها إلى مغن آخر لأنني لم أكن أرغب في أن يغنيها سعد. < لمن كنت تنوي بيعها؟ < لأي واحد. «يغنيها حتى مول النعناع»، المهم «نبارتاجيها». ما أغضبني أيضا هو أنه غير بعض كلماتها، وقع لي مع «ماشي ساهل» ما وقع مع «قهوة»... < هل تعتقد أن الخلاف بينكما هو ما جعل سعد يطلقها ك»فاتح شهية» قبل «غلطانة»، مع العلم أن «ماشي ساهل» عرفت نجاحا كبيرا لم يستثمره لمجرد جيدا؟ < ربما. أستطيع أن أقول لك إن «ماشي ساهل»، «جرّات» أغنية «غلطانة»، مثلما «جرّت» أغنية «نتي باغية واحد» أغنية «مال حبيبي مالو». أظن أن «المقبّل» أو فاتح الشهية كما أسميته، «طلع حسن من الطبق الرئيسي». < اليوم، وبعد المحنة التي يمر منها سعد. هل أنت متعاطف معه؟ < أريد أن أظل حياديا. في أوج نجاحي مع سعد، لم أكن ألتقط معه الصور وأضعها على «سناب شات» أو في مواقع التواصل الاجتماعي. أريد أن يعجب الناس بما أقوم به، وليس لأنني «مصوّر» مع سعد أو أعرفه. «ما كا نبغيش نوصل على ظهر شي حد «... «بغيت غير 5 الكلمات اللي كا نكتب يوصلوني»... لكنني لا أتشفى فيما وقع له لأن ذلك ليس من شيمي أو من أخلاقي. أنا ابن حي شعبي، لكني «مربي مزيان». أتمنى له البراءة ولو «على وجه والديه». < هل يمكن أن تتعامل معه في حال عودته إلى الساحة؟ < أتمنى أن يعود سعد للساحة الفنية لأنه قيمة مضافة ولأن الجميع كان ينتظر أغانيه وجديده. عودته تعني عودة التنافسية للسوق. «خلا بلاصتو»، لكن من المستحيل أن أشتغل معه مرة أخرى. حمداوي لا ينافسني < العديد من نجوم الأغنية المغربية اليوم، يتعاملون في كتابة الكلمات أيضا مع جلال حمداوي، هل يكون اسمه حاضرا وأنت تكتب أغانيك لنجوم سبق أن تعامل ونجح معهم، مثل أسماء لمنور مثلا؟ < بالنسبة إلي هذا هو التحدي. وكل واحد «والبركة ديالو». أول ما يحضر في ذهني هو أن أكتب كلمات لا تشبه ما يكتبه جلال حمداوي. قبل «نتي باغية واحد»، نزلت «غضب غضب» و»صافي صافي» و»سالينا سالينا»... لكنني لم أساير موجة الأغاني الخليجية التي كانت سائدة حينها مثل «قلب قلب» أو «شمة شمة» التي تعتمد الكلمة نفسها مرتين... وحين خرجت «نتي باغية واحد» كانت بعيدة كل البعد عن ذلك. سرت في طريق جديد. لا أعتمد في كلماتي على كلمة أو جملة، بل على فكرة وموضوع. < هل تعتبر حمداوي منافسا لك في مجال كتابة الكلمات؟

الموجاري: لا أتفلسـف ولا أكتـب شعـرا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المخدرات تغزو مدارس بمكناس

مافيا الذبيحة السرية تستقطب "مسؤولين"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات