التراخيص الصحية لمحاصرة المواد الفاسدة

أسوال أكد أن مراقبة الإنتاج وتقييد الاستيراد والتصدير مكنا من حجز وإتلاف 57 ألفا و900 طن كشف عبد الله أسوال، المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية لجهة البيضاء- سطات، عن حجز وإتلاف ما مجموعه 57 ألفا و900 طن من المواد الغذائية الفاسدة، منها ألف و900 طن في السوق المحلي، و56 ألفا عند الاستيراد في الجهة، موضحا أن المكتب يتوفر على خطط للمراقبة على مدى شهور السنة، تنسجم مع المخطط السنوي للمراقبة المعلن عنه من قبل الإدارة الوطنية، استنادا إلى المعطيات التي يوفرها قسم تحليل المخاطر، باعتباره جزءا مهما من الهيكلة الجديدة للمؤسسة الصحية، تم إحداثه لغاية ضمان نجاعة المراقبة، مشددا في حوار مع "الصباح"، على أن ضمان سلامة المنتوجات المسوقة للمستهلك، يمر عبر تشديد المراقبة على الإنتاج، من خلال التراخيص الصحية، التي أصبحت وسيلة فعالة لمحاصرة رواج المنتوجات الغذائية الفاسدة في السوق، إلى جانب عمليات المراقبة ضمن اللجان المختلطة، في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: بدر الدين عتيقي - تصوير: (أحمد جرفي) ما هي طبيعة إجراءات المراقبة المعتمدة من قبل سلطة السلامة الصحية؟ بداية، يجب الحديث عن فلسفة المراقبة المتبناة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية "أونسا"، التي ترتكز على تتبع سلاسل إنتاج المواد الغذائية، انطلاقا من مرحلة الإنتاج، وذلك من خلال مراقبة تربية المواشي وحالة القطيع مثلا، عبر الترقيم وتعميم دفاتر الصحة والتلقيحات، قبل مواكبة عمليات إنتاج اللحوم والحليب ومشتقاته، في الوحدات الصناعية، التي تظل تحت أعين مفتشي المكتب، بموجب التراخيص الصحية الممنوحة إليها، استنادا إلى دفاتر تحملات، تضمن توفرها على الحد الأدنى من شروط التصنيع الصحية ومعايير الجودة والسلامة. ويتعين من أجل التعرف على الإستراتيجية الخاصة بمكافحة المواد الغذائية الفاسدة في الأسواق، التأكيد على أن القانون رقم 07 - 28، المتعلق بالسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، يثبت المسؤولية المباشرة للمنتج عن تسويق المنتجات الفاسدة، إذ ترمي مقتضيات هذا القانون إلى عدم السماح للمنتج بتسويق المنتجات الفاسدة، فيما تعتبر مراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية للمنتج بعدية، إذ يفرض الإطار التشريعي المذكور على المنتج اعتمادا أو ترخيصا، مرتبطا بدفتر تحملات صارم وحملات مراقبة دورية، تمتد إلى ست وسبع سنويا، بهدف مراقبة ظروف الإنتاج قبل طرح المنتوج في السوق. كيف تتعاملون مع النقط السوداء لتسويق المواد الغذائية المهربة والفاسدة؟ النقط السوداء لتسويق المواد الغذائية المهربة والفاسدة معروفة لدى السلطات، التي تباشر من خلال لجان مختلطة، تنسقها السلطات المحلية (الداخلية)، ونشارك فيها عبر مفتشين ومراقبين، وتتخذ طابع الدوام والاستمرارية، إلا أن حدود تدخلنا تظل محل لبس لدى عموم الموطنين، ذلك أن مسؤوليتنا مثلا، منتوجات الأغذية المسوقة من قبل الباعة المتجولين، ذلك أن نشاط هذه الفئة غير قانوني، ولا يخولنا إطارنا التشريعي التدخل لإبعادهم عن الشارع، ذلك أن مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي، المشاركة في اللجان، هي الجهة المخولة قانونا للقيام بهذا النوع من التدخلات، ويتم تتبع نشاط وتطور نقط توزيع المواد الفاسدة، من خلال المعطيات المتوصل بها من قسم تحليل المخاطر، الذي يعتبر مستجدا في الهيكلة الجديدة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، إذ يقوم بدراسة ومعالجة تقارير المراقبة المتوصل بها، في أفق منح رؤية واضحة لإدارة المكتب، من أجل رسم معالم مخطط المراقبة السنوي. وأود التنبيه في هذا الشأن، إلى أن مفتشي ومراقبي المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، غير مطالبين بالاستعراض والظهور المفرط في العلن، وإن كان حضورهم ظاهرا خلال رمضان، الذي يمثل ذروة الاستهلاك، إذ تستهدف المصالح الصحية من هذا الظهور، محاصرة المتلاعبين بالمواد الغذائية، الذين يستغلون تنامي الطلب خلال الفترة المذكورة، من أجل تسويق المنتوجات غير الصالحة للاستهلاك، وما يرافق ذلك من صعوبات عملية تتبع أثر المواد الغذائية خلال سلسة التسويق، والتأكد من منشئها، باعتبار تنوع منابعها، بين التهريب والإنتاج المحلي، وتمكنت المصالح الصحية في جهة البيضاء سطات خلال السنة الماضية، من حجز وإتلاف ما مجموعه 57 ألفا و900 طن في السوق المحلي، و56 ألف طنا عند الاستيراد. أين وصل مستوى التأطير الصحي للمواد الغذائية؟ شهد التأطير الصحي للمواد الغذائية تطورا مهما أخيرا، إذ تمكن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية من تقييد عملية استيراد أي مادة، بضرورة توفر الوحدة الإنتاجية المستوردة على ترخيص المصالح الصحية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التصدير، الذي يفترض توفر المقاولة المصدرة على الترخيص ذاته، فيما تم تأطير رواج المنتوجات الغذائية في المساحات التجارية الكبرى، من خلال ربط مصدر هذه المنتوجات بمزودين مرخص لهم، ويظل الرهان بالنسبة إلى السنة الجارية، التركيز على تجار الجملة، من خلال تشديد المراقبة على معاملاتهم مع المزودين، الذين يتعين توفرهم على التراخيص اللازمة، والأمر نفسه بالنسبة إلى معاملات التوزيع. هل تتوفرون على موارد بشرية كافية لتدبير عمليات المراقبة؟ لا أخفيكم أن جهــة البيضاء سطــات، فضاء جغرافي شاسع، ويكتسي أهمية اقتصــادية بالغة، كما تتركز فيه كبريات الوحدات الإنتاجية، التي تشتغل وفق أحدث التكنولوجيات، وبالتالي يتعين توفير موارد بشرية مهمة، ذات كفاءة عالية، ويفترض أيضا، تغليب الحكامة في توزيع هذه الموارد، ذلك أننا نتوفر على 240 مراقبا في الجهة، منهم 170 مفتشا وإطارا وتقنيا، أجروا 176 زيارة ميدانية للمراقبة، همت 30 ألف طن من المواد الغذائية. ولا ترتبط نجاعة المراقبة بحجم الموارد البشرية، وإنما بصيغة تدبيرها، ذلك أن تجارب السلطات الصحية بالدول المتقدمة، تظهر أهمية الأنظمة المعلوماتية في تحسين مساطر المراقبة، من خلال ضمان مرور المعلومات بسرعة بين مصالح التتبع واليقظة وتحليل المخاطر، وصولا إلى المراقبين الميدانيين. وأستطيع التأكيد في هذا الشأن، على انفتاح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية على انتداب مراقبين خواص، كما هو الشأن بالنسبة إلى البياطرة، فيما اتجه المختبر الجهوي لجهة البيضاء سطات أخيرا، إلى الاستعانة بخدمات مكاتب ومختبرات خاصة لتحليل العينات، لغاية مواجهة ضغط الحركة التجارية، في ما يتعلق بالشهادات الصحية المطلوبة، خلال عمليات الاستيراد والتصدير. 1100 اعتماد صحي < بماذا يلزم الاعتماد الصحي الوحدات الإنتاجية؟ < يفترض الاعتماد، الذي تتوفر عليه ألف و100 وحدة إنتاجية في جهة البيضاء سطات، من أصل خمسة آلاف وحدة على المستوى الوطني، مجموعة من المعايير والشروط، إذ يتعين على المنتج أن يثبت مصدر المواد الأولية المستخدمة في الإنتاج، وتسويق المنتوج في مكان مرخص له، إضافة إلى احترام العنونة في المنتوج، المحددة في مرسوم يفرض عرض تاريخ انتهاء صلاحية المنتوج ومكوناته، كما نعمل على تسيير جولات تفتيشية لحجز المنتجات الغذائية عير الصالحة للاستهلاك وإتلافها في إطار اللجان المختلطة، وتفتيش الوحدات الإنتاجية المعتمدة أو المرخص لها على مدى شهور السنة، بشكل انتقائي ومدروس. في سطور > من مواليد 1959 في أولماس > حاصل على دكتوراه من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في 1983 > عمل طبيبا بيطريا في بنجرير وابن سليمان > رئيس للمصلحة البيطرية في سطات والبيضاء

التراخيص الصحية لمحاصرة المواد الفاسدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيجيدي" يوضح موقفه من التحالف مع "البام"

فيديو مروع .. فتاة تلقي بنفسها من حافلة للنقل العمومي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات