منية: اختلالات حتمت إعداد دليل

< لماذا وقع الاختيار على التعليم الأولي من أجل إعداد دليل مرجعي للجودة؟ < التعليم الأولي بالقطاع الخاص، يضم 20 في المائة من مجموع الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 3 سنوات و5 ممن يجب أن يكونوا في الحضانات، فيما الباقي تشكله أساسا دور الحضانات التقليدية (المسيد والجامع)، أو تلك التي تتكلف بها وزارة الشباب والرياضة، والتي تسير 300 مؤسسة من هذا القبيل. ورغم أن الشائع أن دور الحضانات هذه أصبحت معممة وأن جميع الأطفال يلجونها، إلا أن العديد من الدراسات أثبتت أن 80 في المائة من الأطفال المغاربة يلجون مباشرة التعليم الابتدائي الأساسي دون المرور عبر قنطرة التعليم الأولي، مع الإشارة إلى أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أدمجت قسما إجباريا يندرج في إطار التعليم الأولي للفئة العمرية ما بين 5 سنوات و6. كل هذه المعطيات عجلت بضرورة وضع دليل مرجعي خاص بالجودة، بمؤسسات التعليم الأولي، التي تعد القاعدة الأساسية، لكن هذا لا يعني أننا سنتوقف عند هذا الحد، بل هناك مشاريع أخرى، تهم التعليم الابتدائي. معطى آخر عجل بضرورة إخراج الدليل المرجعي "le label enfance"، هو تناسل مؤسسات جديدة للحضانات، دون وجود معايير كفيلة بمساعدة الآباء على اختيار الحضانة المناسبة، التي للأسف ما زال راسخا في عقلية المغاربة أنها فضاء للعناية بالأطفال وبنظافتهم واللعب واللهو، وليس أنها نواة وأساس التعليم وأنها من أهم المراحل سيما في تكوين الشخصية، ما يحتم الاختيار الجيد للفضاء الذي سيقضيه الطفل في تلك المرحلة. أشير في سياق متصل إلى أن دليل الجودة هذا ستمنحه مؤسسة دولية، هي مؤسسة المصادقة العالمية (AFNOR) التي تتوفر على تمثيلية بالمغرب، ستستقبل المؤسسات التي ترى أنها ملتزمة بالشروط جميعها قصد اتباع مسطرة منح علامة الجودة. < ما الهدف من هذا الدليل المرجعي ومن هم المستفيدون منه؟ < هذا الدليل المرجعي موجه للحضانات بطريقة مباشرة، لكن في نهاية المطاف، هو موجه أيضا للآباء، حتى يكون آلية للمقارنة بين الحضانات. فنحن نسعى من خلال هذا الدليل المرجعي إلى تحسيس وتوعية الآباء بضرورة اختيار حضانات في المستوى تعتمد الجودة معيارا أساسيا. < كيف تتصورون، استنادا إلى هذا الدليل المرجعي، الحضانة المثالية؟ < الحضانة المثالية هي التي تستجيب إلى سبعة محاور ركز عليها الدليل المرجعي، حتى يمكننا الحديث أو ضمان جودة الاستقبال داخلها. أول هذه المحاور البرنامج البيداغوجي، الذي يجب أن يكون تم التفكير فيه والتخطيط لأجله سلفا من أجل تلقين الطفل بعض المهارات والمعلومات. ثانيا يجب التركيز على شخصية الطفل والجانب النفسي، وتوفير الظروف الملائمة لصقلها، فهو في هذه المرحلة يكون بمثابة ماسة في طور التشكيل، أي أن نتيجة الغد ترهنها هذه الفترة بالذات. موضوع مهم في هذا السياق يخص معايير السلامة والأمان والنظافة والصحة، بما فيها صحة المربيات والمدرسات، اللواتي يجب أن يخضعن إلى مراقبة دورية لفحص وضعهن الصحي باعتبارهن على صلة مباشرة بالأطفال. فضلا عن ذلك يجب اعتماد الشفافية والوضوح في شروط التسجيل، إذ نلاحظ للأسف وجود عدة ممارسات مبهمة، فإلى اليوم نجهل أسباب رفض بعض الأطفال وقبول آخرين، كما أنه أحيانا حتى المقابل الشهري يختلف من طفل لآخر في المؤسسة ذاتها. ومن بين المعايير الأساسية إشراك الآباء والتواصل الدائم معهم لرصد تطور الطفل طيلة المسار، علاوة على التركيز على كفاءة المربيات اللواتي يجب أن يستفدن من تكوين مستمر في مختلف المجالات، وأخيرا ضرورة توفر كل مؤسسة على مشروع للمواطنة يخص إما البيئة أو مساعدة بعض الفئات، يشارك فيها الأطفال، بدعم من الآباء. أجرت الحوار: هجر المغلي * (مديرة مؤسسة لشركة Qualifes conseil)

منية: اختلالات حتمت إعداد دليل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتفاء بالأزياء الأمازيغية بأكادير

الثقة والصداقة لتواصل فعال مع الأطفال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات