البودشيشيون يودعون شيخهم

وفد ملكي هام ترأس مراسيم الدفن في موكب مهيب حضره الآلاف شهدت رحاب الزاوية القادرية البودشيشية بعد عصر أول أمس (الخميس) بمداغ بإقليم بركان، مراسيم تشييع جنازة الراحل الشيخ حمزة بن العباس، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، الذي توفي فجر الأربعاء الماضي عن عمر يناهز 95 سنة. الهمة على رأس وفد ملكي وسار الآلاف من مريدي الطريقة القادرية البودشيشية، وهي أكبر طريقة صوفية بالمغرب وذات أبعاد دولية ، من داخل وخارج المغرب في الموكب الجنائزي المهيب خلف جثمان شيخ الطريقة الراحل حمزة بن العباس البودشيشي، قبل أن يوارى جثمانه الثرى بمقر الزاوية بمداغ بعد صلاتي العصر والجنازة. وكان الآلاف من المريدين قد احتشدوا بجنبات الزاوية منذ الصباح الباكر ، كما تجمع العديد منهم بالمحلة المعروفة ب»المعلمة»، لحضور مواراة جثمان الراحل الثرى، والتي جرت في موكب جنائزي مهيب حضره على الخصوص مستشارو الملك فؤاد عالي الهمة وعمر عزيمان وياسر الزناكي، وكذا أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ، ووزير الداخلية محمد حصاد ووالي جهة الشرق محمد مهيدية وعامل عمالة بركان عبد الحق حوضي، وعدد من الشخصيات المدنية والدينية والسياسية المختلفة وعدد من أقارب الراحل وأحفاده . وقبل انطلاق الموكب الجنائزي في رحلته نحو مثواه الأخير، تلا أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رسالة العزاء الملكية، الموجهة إلى عائلة ومريدي الشيخ الراحل حمزة القادري بودشيش جاء فيها أن الراحل مثل «منبعا من منابع التزكية الروحية، سيرا على النهج القويم الذي ما فتئنا ندعو إليه بصفتنا أمير المؤمنين، والحض على الأخذ بجوهر الدين، الذي هو إخلاص التوجه إلى الله، وتعظيم ثوابت المملكة، والنصح بدعم مسيرتها في الاستقرار والنماء”. كما أشارت الرسالة إلى أن الراحل «كرس حياته، رحمه الله، لخدمة الإسلام، ونشر تعاليمه السمحة، في تشبث راسخ بالمقدسات الوطنية والثوابت الروحية للأمة المغربية، والتزام قوي بمكانة ودور إمارة المؤمنين، وولاء مكين للعرش العلوي المجيد». وكان جلالة الملك محمد السادس قد بعث برقية تعزية إلى نجل الراحل، الدكتور جمال الدين، عبر فيها عن أحر التعازي وأصدق المواساة في وفاة أحد العلماء الأخيار والمشايخ الأبرار، سائلا المولى جل وعلا أن يشمله برحمته الواسعة وعفوه الكريم. ووصف الراحل بأنه: «كان شيخا قائما على سنن الطريقة الروحية الصوفية السنية، ممن تواصل بهم، في هذه المملكة، سند التربية على توحيد الله بالحال والمقال، واستفاد من صحبته وإرشاده القاصدون الطالبون لهذا المنبع الصافي، سواء في داخل المغرب، أو خارجه». وفي تصريح للصحافة قبل انطلاق الموكب الجنائزي ، قال حفيد الراحل الشيخ حمزة والناطق باسم الزاوية منير القاديري بودشيش، إن “الشيخ الفقيد ربى المريدين والأجيال على محبة الوطن والملك وخدمة الصالح العام والبلاد والعباد، وعلى إسلام الوسطية والاعتدال وعدم إقصاء الآخر». وأضاف أن “الطريقة البودشيشية ستستمر في خدمة القيم الإنسانية والصالح العام وإصلاح الفرد من أجل إصلاح المجتمع، ونشر القيم الإسلامية في عالم يتميز بالفتن وبصورة مشوهة للإسلام» وخصصت السلطات المحلية والأمنية الإقليمية والجهوية أزيد من 300 عنصر من رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية وأطر مختلف الإدارات المتخصصة، والعشرات من عناصر شركات الأمن الخاص، لحفظ النظام وضمان سير سلس للموكب الجنائزي للشيخ الراحل، أمام الآلاف من المريدين الذي حجوا من كافة مناطق المغرب ومن دول أوروبا وآسيا وإفريقيا لتوديع الشيخ حمزة. رعاية ملكية وأسلم الشيخ حمزة الروح فجر الأربعاء الماضي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة ،الذي نقل إليه بعد وعكة صحية ألمت به منذ أسابيع، وتحديدا بيوم واحد قبل إحياء الليلة الكبرى لعيد المولد النبوي، حيث أدخل إلى قسم العناية المركزة، ومكث هناك تحت مراقبة طبية مكثفة، تحت إشراف طاقم طبي بعث به الملك محمد السادس لمعاينة حالة الشيخ الصحية، إثر إصابته بنزلة برد حادة أثّرت على رئتيه، بالنظر إلى سنه المتقدم، حسب إفادة حفيده معاذ بودشيش وبعدما قضى الشيخ خمسة عشر يوما في العناية المركزة، خرجت الطريقة ببلاغ عممته على الرأي العام، كشفت فيه بأن الشيخ قد تعافى من الوعكة الصحية التي ألمت به، في مستهل ربيع الأول من هذه السنة، إلا أنه بعد هذا البلاغ المطمئن، تدهورت حالته الصحية إلى أن أسلم الروح لبارئها. معرفة علمية ودينية ولد شيخ الزاوية الراحل في 1922 ببلدة مداغ الواقعة على بعد ثلاثة عشر كيلومترا عن بركان، حيث حفظ القرآن الكريم وأنهى دراسته بالسلك الأول من التكوين العلمي الديني وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، وتلقى علوم الشريعة بزاوية أسرته العريقة، فأخذ علوم الفقه و اللغة والنحو عن الفقيه العلامة الشيخ أبي الشتاء الجامعي، والفقيه العلامة الشيخ محمد بن عبد الصمد التجكاني، والفقيه العلامة الشيخ علي العروسي اليزناسني والفقيه العلامة الحاج حميد الدرعي، ثم تابع التحصيل والتكوين بالمعهد الإسلامي بوجدة، التابع للنظام التعليمي لجامعة القرويين، وأخذ فيه عن عدد من أعلام الفقه، منهم ناظر الأحباس آنذاك الشيخ أبو بكر بن زكري، وكذا عن الشيوخ عبد السلام المكناسي و محمد بن إبراهيم اليزناسني ومحمد الفيلالي و الشيخ سيناصر، ليعود إلى الزاوية في ما بعد وينهل من علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية تحت إشراف وتوجيه العلامة المحقق الشيخ محمد الكبداني، ، فيضطلع أخيرا بمهمة التدريس والتذكير خاصة في علوم النحو والفقه والسيرة النبوية،إلى أن خلف والده الشيخ العباس على رأس الزاوية. وتعد الزاوية القادرية البودشيشيّة إحدى أهم الزوايا الصوفية في العالم ، وقد أصبحت تعرف انتشارا واسعا، و إشعاعا عالميا في عشر سنوات الأخيرة في القارات الخمس، و لها أتباعها في إفريقيا ، وفي أوربا الشرقية و الغربية تحديدا وكذا بتركيا ، و في الولاية المتحدة الأمريكية وكندا ، وفي بعض دول آسيا كالهند و الفيتنام، و في جل الدول العربية. محمد المرابطي (بركان)

البودشيشيون يودعون شيخهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

26 سنة للمتورطين في أحداث الشغب بطنجة

الحبس لشبكة بيع الرضع بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات