أحرق جسده احتجاجا على “شطط” الدرك

التحق شاب من منطقة امسمرير بإقليم تنغير، بلائحة ضحايا الاحتجاج ضد «الحكرة» بإحراق الذات بالبنزين، ما تسبب له في حروق خطيرة، استدعت نقله، حسب ما كشفته أسرته لـ«الصباح»، أمس (الثلاثاء)، من ورزازات إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث وضع تحت العناية الطبية المركزة. وكشف شقيق الشاب في اتصال أجرته معه «الصباح»، حيثيات محاولة الانتحار الاحتجاجية، التي جرت فصولها أمام سرية الدرك الملكي ببلدة أمسمرير، فقال إن صب الضحية البنزين على جسده وإشعال النار فيه، جاء بعد مسلسل من الإهانات والمضايقات والحرمان من وثائق إدارية، من قبل رجال الدرك بالمنطقة. وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث، أن الضحية تردد على سرية الدرك الملكي، في الأيام التي سبقت الحادث، من أجل المصادقة على شهادة السكنى التي منحتها له مصالح الإدارة الترابية، بغرض التقدم بطلب الحصول على جواز السفر، غير أنه وجد نفسه محط سخرية واستهزاء ورفض تمكينه من الوثيقة، من قبل عناصر الدرك، التي تجمعها به سوابق أخرى، ضاق ذرعا بها فقرر الهجرة. وتتمثل تلك السوابق، وفق ما أكده لـ«الصباح»، فاعل حقوقي بإقليم تنغير، التقى والد الضحية، في أن حارق ذاته، يعتبره رجال الدرك الملكي بالمنطقة، لأسباب غير معروفة، المتهم الأول في كل الجنح والجنايات التي تشهدها المنطقة، إذ كلما انكسر هدوء المنطقة، على وقع اعتداء أو سرقة أو ضبط مستهلكين للمخدرات، لا يترددون في استدعائه للاستماع إليه. وأضاف الناشط الحقوقي نفسه لـ«الصباح»، استنادا إلى رواية والد الضحية، أن تصنيف ابنه من قبل الدرك الملكي، المشتبه فيه رقم واحد في كل القضايا والحوادث التي تقع بالمنطقة، رغم أن عمليات التحقيق تنتهي دائما بتبرئته، جعله يضيق ذرعا بتعامل الدرك الملكي معه، فقرر الشروع في إعداد ملف الهجرة إلى إسبانيا. وكان المتهم، يريد بسعيه إلى الحصول على جواز السفر، بدء إجراءات الالتحاق بوالدته التي تعيش في إسبانيا، غير أن عرقلة حصوله على شهادة السكنى وسخرية عناصر سرية الدرك الملكي بامسمرير منه، جعلتاه يحتج بإحراق الذات أمام السرية، ما تسبب له في حروق من الدرجة الثانية، بعدما تمكن مواطنون من إطفاء النيران وإنقاذ حياته. وفيما نقل الضحية من مستشفى سيدي احساين بورزازات إلى القسم المتخصص في المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، حيث يوجد تحت العناية الطبية المركزة، علمت «الصباح»، أن التحقيق في الحادث لم ينطلق بعد، كما أن أسرة المتهم تتلقى إشارات متواصلة بأن تتكتم على حقيقة دوافع قيام الضحية بمحاولة الانتحار أمام سرية الدرك الملكي، التي يتابع قائدها تطورات حالته الصحية باتصالات هاتفية بوالده. وقال كريم إسكلا، رئيس مرصد دادس للتنمية والحكامة الجيدة بإقليم تنغير، إن حقوقيي المنطقة، يتابعون بدورهم، ما إذا ستأخذ القضية مجراها القانوني الطبيعي لإنصاف المعني والتحقيق مع المتسببين غير المباشرين في الحادث، «لأنه من الطبيعي، أن وراء كل فعل أسبابا معينة، وهي في هذه الحالة، حسب أقوال الضحية، مضايقات متكررة من قبل بعض رجال الأمن بالمنطقة». وفيما شدد المتحدث ذاته، أنه «سواء كانت أقواله صحيحة أم لا، من الواجب أن ينطلق التحقيق من هذه النقطة، وأن تبرر الاستدعاءات والتحقيقات المتكررة التي تعرض لها الضحية من قبل رجال الدرك الملكي»، أكد أنه لمناسبة الفاجعة الجديدة، يجدد الحقوقيون بالمنطقة، التعبير عن مطلب «تأهيل رجال الأمن والدرك العاملين بالمناطق القروية والجبلية، في قواعد التواصل مع المواطنين وتكوينهم في حقوق الإنسان». ويأتي ذلك، وفق المتحدث ذاته، سيما وأن الشطط في استعمال السلطة بالمنطقة، غالبا ما يكون لأسباب شبه انتقامية وتصريفا للغضب، بسبب «عدم الرضى عن التعيين للعمل بالمنطقة»، ما يستدعي «تفعيل مبادئ الإستراتيجية الأمنية الهادفة إلى تحسين وتطوير عمل الأجهزة الأمنية وتحصينها من كل الممارسات المسيئة إلى صورتها». امحمد خيي

أحرق جسده احتجاجا على “شطط” الدرك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منع البرقع الأفغاني

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات