الــرجولــة مـن الطـفــولة

وسيطة دعارة: أطفال استغلتهم أسرهم بمراكش في الدعارة وتحولوا إلى مثليين إن كان المدافعون والمتعاطفون مع قضية ومطالب المثليين جنسيا يعتبرون هذه الفئة "خليقة ربي" كما قال الكاتب المثلي جنسيا محمد الطايع، فإن بعضهم "خليقة" تجارب واعتداءات جنسية تعرضوا لها في طفولتهم، قبل أن يتحولوا إلى داعرين يعرضون أجسادهم للبيع مقابل المال، وليس تلبية لرغبات وميولات خلقت معهم. حكاية المثليين الداعرين بمراكش تبدأ من هذه التجارب، كما فضحتها قصة طفل، روى تفاصيل مفجعة بطلتها والدته، إذ أكد للشرطة القضائية أثناء الاستماع إليه بعد تقديم والده شكاية، أن والدته كانت تجمله وتحرص على أن تلبسه ملابس أنثوية، قبل أن تطلب منه الانتظار في إحدى غرف البيت، لاستقبال زبون من "البيدوفيليين". ولم تكن المرأة تكتفي بالمتاجرة بجسد صغيرها في البيت فحسب، بل كانت تتقاضى من وسطاء ينقلونه، كما أكد في سيارات خاصة، لاستغلاله جنسيا، ليصبح الأمر بالنسبة إليه أشبه بمهنة يقوم بها لفائدة والدته، كما هو الحال لشقيقتين أخريين روتا التفاصيل نفسها. حكاية هذا الطفل الذي تدخل والده بعد عودته لإنقاذه من بين يدي شبكة دعارة استغلته طويلا، تتقاطع، تقول سعاد وسيطة دعارة بمراكش، مع حكاية عدة داعرين مثليين، إذ إذا كانت نسبة منهم مثليين حقيقيين، فإن آخرين تحولوا إلى مثليين بسبب استغلالهم جنسيا في طفولتهم من قبل أسرهم لجني المال من سياح أجانب، وبعد أن شبوا تحولوا إلى محترفي دعارة المثليين. وتروي سعاد تفاصيل أخرى من قصة داعر مثلي آخر، جمع ثروة من الدعارة قبل أن يغادر المدينة، "تعاطى للدعارة منذ طفولته، إذ كان يقبل بأي مبلغ مقابل استغلال جسده جنسيا في سن لم تتجاوز 12 سنة، مقلدا أطفالا آخرين كانوا يتزوعون في جامع الفنا وأماكن سياحية أخرى، وبعدما كبروا تحولوا إلى مثليين حقيقيين،" تقول سعاد، مضيفة أن هذه الفئة بالذات تستحق التعاطف "في جلساتنا الحميمية التي تدمع فيها العيون، يعبرون بصراحة عن رغبتهم في العودة إلى الوراء ومحو الماضي والعيش أسوياء، لأنهم ليسوا مثليين حقيقيين، بل تعلموا ذلك من تجارب جنسية في فترة من فترات العمر، واستغلوا مقابل المال، قبل أن يتعودوا على ذلك، وهنا يستحيل العودة إلى الوراء، إلا لعدد قليل جدا غادروا المدينة بصفة نهائية، ومنهم من غادر وفي رأسه مشروع واحد وهو العيش بعيدا والبحث عن عمل لتأسيس بيت زوجية ". إذا كانت القطيعة مع الماضي حلما من أحلام بعض الداعرين المثليين، الذين زج بهم الفقر والاستغلال في هذه التجارب المريرة، فإن الإهانة والاعتداءات الجسدية والجنسية دافع من دوافع مثليين حقيقيين لممارسة الدعارة وجني المال من ميولات يرفض المجتمع التعايش مع أصحابها في العلن، لكنه لا يرفض أن يتم استغلالهم جنسيا في السر من قبل شبكات دعارة. وهنا يقول جار لأحد المثليين الذين يتعاطون الدعارة "أعرف مثليا عاش مع ستة إخوة ذكور أسوياء، كانوا يعنفونه منذ طفولته بعد أن ظهرت عليه علامات المثلية، إذ كان يميل إلى كل ما هو أنثوي، وفي فترة الشباب فضحته ميولاته الجنسية، ليصبح عرضة للضرب والاحتجاز أحيانا من قبل أشقائه إلى أن فر من البيت وأصبح يتعاطي الدعارة بدروب المدينة القديمة بالبيضاء، بل إنه في فترة التسعينات كان يرتدي جلبابا نسائيا ويخرج إلى الشارع، وغالبا ما كان إخوته يطاردونه ويعنفونه أمام الجميع". ضحى زين الدين

الــرجولــة مـن الطـفــولة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نهايات مأساوية لـ"بائعي الهوى"

السجون فضاءات لـ"تربية" الداعرين

مقالات ذات صلة