عقوبات لم تحقق الردع

استمرار حالات الاعتداء على الأطفال يطرح مسألة إعادة النظر في طريقة معاقبة الجناة في كل مرة يستفيق المجتمع على وقع كارثة اغتصاب الأطفال، وهتك أعراضهم. أطفال في عمر الزهور يتم الاعتداء عليهم والعبث بأجسادهم الصغيرة، إما من قريب أو غريب، وبين تلك الثنائية، تضيع البراءة وتخدش، لتخزن في ذاكرة الطفل ذكريات أليمة ومخيفة تترجم إلى كوابيس. وفي كل مرة، في حال اعتقال الجاني تتم محاكمته، ولكن الغريب في الأمر أنه يحظى في حالات معينة بظروف التخفيف، ما يساهم في تزايد الظاهرة، التي أضحت لصيقة بعدد من الأشخاص من المفروض أن يكونوا حماة للأطفال، رغم أن القانون الجنائي ينص بصريح العبارة في الفصل 485 على أنه يعاقب بالسجن من خمس إلى عشر سنوات من هتك أو حاول هتك عرض أي شخص ذكر أو أنثى مع استعمال العنف. وإذا كان المجني عليه قاصرا يقل عمره عن خمس عشرة سنة يعاقب الجاني بالحبس من عشر إلى عشرين سنة. أما الفصل 484 فيعاقب بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات من هتك بدون عنف أو حاول هتك عرض قاصر يقل عمره عن خمس عشرة سنة ذكرا كان أم أنثى، في حين ينص الفصل 471 على أن من استعمل العنف أو التهديد أو التدليس لاختطاف قاصر دون الثانية عشرة أو استدراجه أو إغرائه أو نقله من الأماكن التي وضع فيها من طرف من له سلطة عليه أو إشراف عليه، سواء فعل ذلك بنفسه أو بواسطة غيره، يعاقب بالسجن من خمس إلى عشر سنوات، ورغم ذلك فإن تلك النصوص القانونية لا تشكل رادعا حقيقيا بشأن ما يتعرض له الأطفال من انتهاك لأجسادهم البريئة، من قبل «وحوش» تنتهك تلك البراءة وتعبث بأجساد أطفال صغار، لا يقوون على المقاومة. العبث بأجساد الأطفال واستغلالهم جنسيا وضع المجتمع بكامله وجميع مؤسساته في قفص الاتهام خاصة أن النصوص القانونية التي تجرم ذلك الفعل الشنيع غالبا ما يتم تطويعها بعقوبات خفيفة في حق الجاني، ما يجعل المجتمع يقف في مثل هذه الحالات عاجزا عن إيجاد حل حقيقي لمثل هذه الجرائم، فهل يتطلب الأمر تدخلا تشريعيا لأجل الحد من الظاهرة من خلال مضاعفة العقاب، وهي مسألة مستبعدة إلى حد كبير؟ على اعتبار أن النصوص القانونية تصل إلى حد الإعدام إن ارتبط الاعتداء بقتل الطفل المعتدى عليه جنسيا، كما تصل إلى عقوبات قاسية لكن التطبيق السليم لها على أرض الواقع هو الذي يعرف إشكالات ما يساهم في تكرار تلك الاعتداءات بشكل غريب، أضحى معه كل طفل مهددا بالاعتداء الجنسي عليه، إما في البيت أو المدرسة أو الشارع. كريمة مصلي

عقوبات لم تحقق الردع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النيابة تطلق سراح مغتصب قاصر

فيديو جديد ... الاحتجاجات والعنف في الجزائر يتسع

مقالات ذات صلة