“المقنعون” يخترقون 20 فبراير في غفلة أعضائها

تيارات أضحت تسيطر على الحركة وتفرض قراراتها وبرامجها جميل أن يتخلى الشخص عن قناعه، ويخرج إلى الملأ بوجهه الحقيقي دون الاستعانة بالمساحيق التجميلية. وجميل أيضا أن تتخلى بعض التيارات التي اخترقت وما زالت تخترق حركة "20 فبراير" الداعية إلى الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، عن قناعها، وتكشف خباياها ونواياها بعد أن تسللت للحركة، بدعوة أنها تطالب أيضا بالتغيير والإصلاح. الكل مع الإصلاح والتغيير نحو الأفضل، فمن منا لا يحلم بأن يعيش في مغرب قضى على الفقر والأمية، وارتقى إلى الديمقراطية والكرامة؟ لكن قبل أن نطالب بهذا الإصلاح، يجب أن نقف جليا عند إصلاح أنفسنا، والتخلي عن الأقنعة التي تحجب رؤية الخبايا والنوايا. ما العيب إذا خرجت تلك التيارات التي أصبحت تفرض قراراتها وأنشطتها، على جموع حركة "20 فبراير"، حسب تعبير العديد من الأعضاء، وتقول إنها تحاول فعلا السيطرة على الحركة التي انبثقت من العالم الافتراضي، وتعلن بصوتها العالي أنها تستغلها تحت ذريعة أنها تساندها وتدافع عن مطالبها.فإن كانت فعلا تقف إلى جانب الشباب وتمدهم بيد المساعدة، لكانت أكتفت بضم صوتها إلى المجلس الذي أسس خصيصا من أجل مساندة وعدم الحركة، ويتعلق الأمر بمجلس دعم حركة "20 فبراير" الذي يضم عددا من الجمعيات الحقوقية والجمعوية وغيرها، دون أن تتحكم في قرارات وأنشطة أعضاء "20 فبراير". وحتى إذا شاركت في أنشطتهم الاحتجاجية، كانت ستشارك كمساند ومدافع عن طاقات شابة اختارت لغة التظاهر لإسماع صوتها إلى من يهمهم الأمر. ففي تلك الحالة، أي في الوقت الذي ستكون فيه تلك التيارات، مساندا فعليا لـ"20 فبراير"، ستصبح لدى الحركة، الفرصة في أن يتحاور معها، ويناقش مقترحاتها ومطالبها، كحركة شبابية تطمح إلى التغيير والإصلاح الحقيقي، سيما أنها استطاعت في بداياتها، وفي الوقت الذي لم تكن فيه بالنسبة إلى تلك التيارات صيدا ثمينا، قد تستغله لتحقيق أهدافها، أن تظهر معالم التغيير والإصلاح، حسب تعبير الحركة.أعضاء تلك التيارات، هم أيضا مواطنون من حقهم المطالبة بتحقيق ما يرونه في صالح المغرب، ومن حقهم أيضا رفع شعاراتهم، حسب ما يؤكده بعض أعضاء حركة "20 فبراير" الذين سمحوا لهم بأن يغيروا برامجهم، دون أن يعوا أنهم بذلك يحكمون على الحركة بالفشل، ولكن على هؤلاء الأعضاء أن يتحملوا مسؤولية رفع تلك الشعارات، وأن لا يرفعوها باسم الحركة.صحيح أن بعض أعضاء الحركة، حاولوا منع تلك التيارات من رفع مطالب اعتبروها تجاوزت سقف مطالبها، إلا أنهم لن يسلموا من شغبهم في كل مرة.الاختراق الذي أصبحت الحركة تشهده أسفر عن ظهور عدد من الخلافات الداخلية، والدليل على ذلك، إعلان مقاطعة مسيرة كان من المفترض أن تنظم بشارع إدريس الحارثي، من طرف مستقلي الحركة، الذين أكدوا أن الجموع العامة أصبحت تسيطر عليها تيارات معينة، ثم رفع آخر جمع عام دون تحديد مكان المسيرة المقبلة، وسط تبادلات التهم والشتم والسب، من شأن كل ذلك تعثر الحركة، وهذا ما لا يتقبله الأعضاء الأصليون الذين خرجوا إلى الشارع في 20 فبراير الماضي، ورددوا شعارات كانت معقولة ومشروعة، حسب الكثير من المغاربة. إيمان رضيف

“المقنعون” يخترقون 20 فبراير في غفلة أعضائها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حـركـة تـصـحـيـحـيـة داخـل 20 فـبـرايـر

20 فبراير...الاحتجاج السلمي وخطر الاختراق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات