السياسة الشمولية

3 أسئلة < كيف تقيمون الآفاق التي تفتحها الجولة الملكية الحالية في إفريقيا الشرقية؟ < الجولة الملكية في الشرق الإفريقي تأتي لإعطاء بعدا شموليا للسياسة الإفريقية للمغرب، وتجاوز زمن الاقتصار على الحلفاء التاريخيين بكسر الانحصار في دائرة البلدان الناطقة بالفرنسية وخاصة في الغرب الإفريقي، ولأول مرة ينفتح المغرب رسميا على دول تنتمي إلى معسكر الدول الإفريقية الناطقة باللغة الانجليزية، والتي تجهل الشيء الكثير عن المغرب، لذلك أشدد على أن المبادرة الملكية تروم التعريف المتبادل والانفتاح على شعوب أخرى، على اعتبار أن زيارة ملك إفريقي تكون دائما محط اهتمام إعلامي كبير في البلد المضيف، الأمر الذي يمنح للمغرب فرصة ذهبية لبناء قنوات التواصل السياسي و التعامل الاقتصادي والتبادل الثقافي مع البلدان المعنية. < تزامنت الجولة الملكية مع توقيع العديد من الاتفاقيات ذات البعد التنموي، هل يعني ذلك أن السياسة ستأتي بعد ذلك؟ < ليس هناك ترتيب للأولويات لأن الملك يتحرك بمنطق شمولي، كما قلت، فتكريس التعاون الاقتصادي لا يتم بجرة قلم لكن الأمر يتطلب انخراط الفاعلين واستعمال المسالك التي تفتحها الزيارات الملكية للبلدان الإفريقية، التي يمكن وصفها، في هذا الجانب، بالرحلات الاستكشافية، على اعتبار أن الوفد الذي يرافق الملك إلى جمهورية رواندا، كما هو الحال بالنسبة إلى تنزانيا وإثيوبيا يتكون من رجال أعمال يمثلون أكبر المؤسسات الاقتصادية المغربية، خاصة تلك التي راكمت تجارب إفريقية، من أجل فتح الآفاق ومنح الفرص لباقي الفاعلين كل حسب مجال اختصاصه. وجهة جلالة الملك في هذه الجولة تشمل دولا لها وزنها في القارة الإفريقية لاعتبارات عدة. رواندا دولة صاعدة تمكنت من الخروج من نفق مأساة إنسانية تسببت فيها حرب إبادة بشرية، منذ عشرين سنة ذهب ضحيتها أكثر من مليون شخص، وهي تشق اليوم طريقها عبر مصالحة وطنية ناجحة وتشق طريقها نحو التنمية، إذ أصبحت تحقق أكبر معدلات النمو في إفريقيا وذلك بنسبة تتراوج بين 7 و8 في المائة، وهو ما يفتح آفاقا أكبر أمام الشركات المغربية للاستفادة من صعود هذه الدول، التي ستستفيد بدورها من الخبرة المغربية، خاصة في مجالات تقدمه وكذلك تمرسه في تنزيل التنمية البشرية، على اعتبار أن كل تلك الدول تواجه شبح الخصاص الاجتماعي وتعمل جاهدة من أجل الحد من هوة الفوارق بين الفئات. < ماذا عن الشق السياسي، وهل يمكن اعتبار الجولة تكملة لقرار العودة للاتحاد الإفريقي ؟ < في الشق السياسي ستكون استفادة المغرب واضحة على اعتبار أن الدول الثلاث لها وزنها في القارة، خاصة إيثيوبيا، التي تحتضن مفر الاتحاد الافريقي، وتتوفر من الناحية التاريخية على رمزية كبيرة لأنها الدولة الإفريقية الوحيدة التي لم تخضع في يوم من الأيام للاستعمار، ولا يمكن للمغرب أن يعود إلى المنتظم القاري دون المرور من أديس أبابا، خاصة أنه يريد العودة بشروط و بشكل تدريجي في أفق تصحيح الخطأ، الذي وقعت فيه منظمة الوحدة الإفريقية بقبولها عضوية دولة شبح. أجرى الحوار : ياسين قُطيب * أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس (الرباط )

السياسة الشمولية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نقابيون وحقوقيون يتوعدون الحكومة المقبلة بالتصعيد

دارالسلام تدعم عودة الرباط للاتحاد الإفريقي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات