الوكلاء…ملوك الكرة الجدد

ركود في المغرب وانتعاشة بأوربا ومينديز أشهرهم بعمولات بـ 62 مليارا رغم ركود سوق انتقالات اللاعبين المغاربة خلال الآونة الأخيرة، إلا أن بعض الوكلاء حققوا مكاسب مهمة، بالنظر إلى قدرتهم على التكيف مع المتغيرات التي حدثت داخل الكثير من الأندية الوطنية. ويبقى كريم بلق وأحمد اشليظة وعزيز الشافعي وياسين الشادي أكثر أسماء الوكلاء تداولا بالمغرب، بالنظر إلى ارتباطهم بعدد من الصفقات الكبرى واحتكارهم لها، إضافة إلى الثقة التي اكتسبوها لدى اللاعبين والأندية. وعلى المستوى العالمي، يبقى مينديز، الملقب بالعبقري، ومينو رايولا، الملقب بالأخطبوط، مهندسا ابرز عمليات الانتقالات التاريخية التي حدثت في سوق كرة القدم الأوربية والتي غيرت من تاريخ وأسعار اللاعبين ولعبة كرة القدم بصفة عامة. ورغم أن الكثير من رؤساء الأندية العالمية يعتبرونهم وبالا على كرة القدم إلى درجة أن رئيس نابولي الإيطالي أوريليو دي لورينتيس، وصفهم بأنهم سرطان كرة القدم، متسائلا ما إذا كانت الأندية ملزمة بدفع عمولاتهم نظير انتقال اللاعبين، إلا أن وجودهم أصبح ضروريا في كرة القدم العالمية. واشتد النقاش في الفترة الماضية حول أسباب وجودهم خصوصا أن الفريق يتعاقد مع اللاعب الذي يملك كامل حقوق استخدام صورته تجاريا، مؤكدين أن ”في هوليوود الممثلون هم من يدفعون رواتب وكلاء أعمالهم، لا أدفع لوكيل الأعمال، في كرة القدم لم علي أن أدفع؟ أصبح وكلاء اللاعبين بمثابة ضريبة وأحيانا يريدون تقاضي عمولتهم مقدما. توقع عقدا لمدة خمس سنوات وهم يريدون الحصول على الأموال طيلة عامين أوثلاثة”. ركود في المغرب خلال الميركاتو السابق عاش المغرب حالة ركود غير مسبوقة، إذ لم تكن هناك صفقات كبيرة، ما أثر أيضا على مداخيل وكلاء اللاعبين المغاربة، إذ باستثناء صفقة انتقال أشرف بنشرقي من المغرب الفاسي للوداد الرياضي وجواد اليميق من أولمبيك خريبكة إلى الرجاء الرياضي، تبقى باقي الصفقات عادية ودون أرقام مخيفة كما كان يحدث سابقا. ويحكي أحد الوكلاء أنه في السنوات السابقة كان هناك انتقال كبير للاعبي البطولة الوطنية إلى الخليج العربي، ما كان يجعل الوكلاء ملوكا حقيقيين يتحكمون في كل كبيرة وصغيرة، أما الآن فالأمور تغيرت فلم يعد هناك لاعبون قادرون على التميز ليتلقوا عروضا بالملايين للانتقال إلى الإمارات أو السعودية كما حدث في السابق مع هشام أبو شروان ومحسن متولي والكثير من الأسماء. وأضاف ”خلال الموسمين الماضيين أكبر صفقة انتقال كانت للغابوني مالك إيفونا من الوداد الرياضي إلى الأهلي المصري، لكن المستفيد الأكبر كان وكيل من خارج المغرب، وحتى بالنسبة إلى الصفقة التي كان ينتظرها الجميع وهي انتقال مراد باتنة فأرقامها كانت عادية جدا ولم تصل إلى ما تحدث عنه البعض”. أزمة مالية للأندية تعود أسباب الركود أيضا إلى الأزمة المالية التي تعيشها كل الأندية الوطنية دون استثناء بداية من الرجاء والوداد البيضاويين، وصولا إلى أندية أسفل الترتيب. فالناديان البيضاويان اللذان كانا يشكلان القوة الضاربة في كل ”ميركاتو” لم يقوما خلال بداية الموسم الرياضي الجاري إلا بصفقات قليلة وبأسعار أقل مما كان يروج في السنوات الماضية. خلال فترة من الفترات كان يساهم تنافس الفريقين البيضاويين على صفقة لاعب ما إلى ارتفاع في سعره، ولنا في صفقة عبد الجليل اجبيرة، لاعب الكوكب المراكشي، أكبر دليل على الصراع الكبير بين الناديين، إضافة إلى صفقة انتقال السنغالي مرتضى فال من المغرب التطواني إلى الوداد. خلال الموسم الجاري، خبت جذوة التنافس ما أفقد الميركاتو المغربي أبرز ميزاته، ما أثر على الوكلاء المغاربة الذين ظلوا ينتظرون تحركان الغريمين دون جدوى. الاعتماد على المقربين يفضل بعض لاعبي البطولة الوطنية، مخافة ضياع بعض من أموال صفقة انتقالهم إلى جيوب الوكلاء، تولي أقاربهم وأصدقائهم والسماسرة غير القانونيين مهمة ادارة أعمالهم. يقول أحد الوكلاء المغاربة ”هناك فئة أخرى من اللاعبين الذين يفضلون الاعتماد على محيطهم في الانتقال بعيدا عن أعين الوكلاء، من أجل عدم أداء النسبة المائوية الخاصة بالوكيل، وهو أمر يبقى من اختيارهم لكن المشاكل التي تحدث بعد ذلك هي التي يجب مناقشتها، إذ أن اللاعب أو الذي توسط له في الصفقة لا يعرفان الكثير من الحقوق والواجبات ولا حتى بنود العقود ما يعرض اللاعب لمشاكل كبيرة بعد التوقيع أو في المواسم اللاحقة”. وأضاف ”الأمر ليس مقتصرا فقط على لاعبي البطولة الوطنية، فهناك لاعبون عالميون يفضلون هذا الأمر أيضا مثل بيب غوارديولا الذي يتولى ادارة اعماله شقيقه بيير، وميسي الذي يتولى ادارة أعماله والده، والأمر نفسه ينطبق على هيغواين وألابا وراموس ودي خيا”. اتحاد ضد السماسرة اتفق وكلاء اللاعبين المغاربة،على تأسيس جمعية خاصة بهم، اختاروا لها اسم اتحاد وكلاء اللاعبين المغاربة وكريم بلق رئيسا بالنظر إلى سمعته وعلاقاته وفهمه الكبير للمجال. وأعرب الوكلاء عن أملهم في جمع شمل الوكلاء في إطار قانوني، أملا في خدمة هذه المهنة، التي أضحت ضرورة ملحة في كرة القدم العصرية، ومحاربة السماسرة. وقال بلق حينها إن الأهداف المرجوة من تأسيس هذا الاتحاد، تكمن في تنظيم عمل وكلاء اللاعبين بالمغرب، وتوحيد الصف ومحاربة السماسرة، الذين يعيثون فسادا في الميدان، والعمل على تطبيق الاحتراف بالبطولة الوطنية، بالتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. كما أوضح رئيس اتحاد وكلاء اللاعبين المغاربة، أن من بين مزايا عمل الوكلاء، تمكين اللاعب من حقوقه، ومنح صورة احترافية للبطولة الوطنية. الانتعاشة في أوربا وإذا انتقلنا إلى أوربا، ورغم الأزمة المالية التي تشتكي منها غالبية الأندية الأوربية إلا أن السوق المحلية تشهد انتقالات تدور في فلك الملايير، أبرزها انتقال الفرنسي بول بوغبا من جوفنتوس الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الانجليزي. ومهندس أبرز صفقة في الموسم، كان هو مينو رايولا ثاني أقوى وأخطر وكيل لاعبين في العالم والملقب ب ”أخطبوط الميركاتو”. بدأ مسيرته في هذا المجال ولم يكن لوحده في البداية، بل كان ضمن إحدى الشركات المتخصصة، وكانت بدايته بنقل اللاعبين الهولنديين إلى إيطاليا خاصة أنه عاش فترة صغره فيها عندما سافر هو وعائلته. ورغم ما خلقته صفقة بوغبا من جدل إلا أن بعض الوكلاء يقرون بوجود الأزمة في أوربا، مقدمين دليل غياب إفسي برشلونة وريال مدريد بشكل ظاهر عن سوق الانتقالات، ما خلق نوعا من الركود النسبي. وسنقدم أبرز الوكلاء الذين أثاروا خلال عشرين سنة الأخيرة الحدث بصفقات بلغت الملايير: رايولا أول صفقة للأخطبوط كانت بنقل فرانك ريكارد من سبورتينغ لشبونة إلى أسي ميلانو وبعدها الصفقة، التي اعتبرت الكبرى بانتقال دينيس بيركامب إلى إنتر ميلانو الإيطالي. وأصبح رايولا الآن من أشهر وكلاء أعمال اللاعبين، ويعتبر وكيلا لأشهر اللاعبين مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والإيطالي ماريو بالوتيلي والبرازيلي روبينيو والارميني هينريك ميختاريان وحارس المرمى الإيطالي المتألق جيانلويجي دوناروما والسلوفاكي مارك هامسيك والبلجيكي روميلو لوكاكو والفرنسي بول بوغبا أغلى لاعب في التاريخ. ومن أبرز انجازاته كانت نقل زلاتان إبراهيموفيتش إلى عدة أندية كبيرة والحصول على مبالغ مالية طائلة وكذلك بالنسبة لبوغبا وروبينيو وبالوتيلي، وحسب تقارير صحافية إيطالية فإن أرباح مينو رايولا خلال مسيرته المهنية وصلت إلى 250 مليون أورو وهو مبلغ تعدى به أساطير كرة القدم في الوقت الحالي كليونيل ميسي. مينديز يطلق عليه لقب ”عبقري وكلاء اللاعبين” في العالم، وكيل أعمال أشهر لاعبي الكرة في العالم وفي مقدمتهم البرتغالي كريستيانو رونالدو. كان مينديز مدير ملهى ليلي سابق، قبل أن ينشئ شركة في 1996 يدير من خلالها أعمال اللاعبين والمدربين، وتحمل اسم ”جاستيفوت” (GestiFute)، في ميركاتو 2014، تحصل مينديز على حوالي 32 مليون أورو عمولات بفضل نجاح خمسة انتقالات من عشرة انتقالات الأغلى في هذه الفترة. يتحدث الانجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، فهو رجل رائد في مجال وكالة اللاعبين وبلا شك السبب وراء نجاح نجوم مثل رونالدو وخميس رودريغيز وبيبي وريكاردو كارفاليو وفابيو كوينتراو ودييغو كوستا وتياغو سيلفا وراداميل فالكاو وأنخيل دي ماريا وجوزي مورينيو. بارنيت لا يقل بارنيت عن مينديز ورايولا أهمية من حيث اللاعبين المنضمين لوكالته المعروفة باسم ”ستيلار « ، ومن ابرز صفقاته انضمام غاريث بيل من توتنهام إلى ريال مدريد وكانت الصفقة الأغلى في تاريخ الكرة وقتها. يمثل بارنيت إلى جانب بيل، كلا من جو هارت وآشلي كول ولوك شو، ويمتلك عقودا بقيمة 287 مليون جنيه إسترليني وإجمالي عمولاته يصل إلى 28.8 مليون جنيه إسترليني. ستروث يعتبر ستروت من أبرز الأسماء المسيطرة على نجوم كرة القدم الألمانية، فتاجر السيارات السابق يمثل عن طريق شركته «سوبر طوطال” معظم نجوم ألمانيا مثل رويس وغوتزه وكروس وهوفيدس، ويمتلك عقودا بقيمة 278 مليون جنيه إسترليني، فيما يصل إجمالي عمولاته 27.8 مليون جنيه إسترليني. أوتين وكيل إسباني يمثل وكالة”Bahia Internacional” ، أهم عملائه هم فيتولو وفيرناندو توريس وخافي مارتينيز وخيسوس نافاس وبيدرو وراؤول غارسيا وناتشو مونريال، ويمتلك عقودا بقيمة 191 مليون جنيه إسترليني فيما يصل إجمالي عمولاته 19 مليون جنيه إسترليني. إنجاز: أحمد نعيم

الوكلاء…ملوك الكرة الجدد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السكتيوي يطوي خلافه مع "الماص"

مخاوف من تكرار سيناريو بوزنيقة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات