استنفار أمني واحتفالات بعودة الرضيعة المختطفة

الحموشي يسلمها إلى عائلتها بعد معاناة استمرت أسبوعا انتهت، عصر أول أمس ( الأربعاء)، معاناة العائلة التي انقلبت حياتها رأسا على عقب بعدما اكتشفت أن رضيعتها اختطفت من حضنها ساعات بعد ولادتها. انتهت فصول حكاية تابعها الرأي العام المغربي بشغف كبير، وتناقل تفاصيلها، مطالبا، من أجلها، الجهات المسؤولة بالتدخل لفك لغز الجريمة. وبحضور عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني، وخالد سفير، والي جهة الدار البيضاء سطات وحسن مطر الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالبيضاء ومسؤولين عن قطاع الصحة، عادت الرضيعة إلى العائلة فعادت إليها الفرحة. انجاز: إيمان رضيف - تصوير (عبد الحق خليفة) عادت الفرحة إلى عائلة الرضيعة المختطفة. عادت إليها بعدما غادرتها أسبوعا، أي منذ أن اكتشفت أن فلذة كبدها في حضن امرأة أخرى، ترصدت وخططت لخطفها وحرمانها منها. اسودت الحياة في أعين أفراد العائلة، ولأسبوع كامل كانوا يبحثون عن المرأة التي دمرت حياتهم في كل الوجوه التي تصادفهم، لكن كل تلك المعاناة وضعت لها نقطة النهاية، واستطاعوا بعد فراق أن يضموا إلى حضنهم صغيرتهم. حفيدتي ولدت من جديد اختلطت الأحاسيس، بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي بالبيضاء، بين الفرح والغضب والاحتجاج وأيضا التوتر. فالمكان شهد فرحة عارمة بعد العثور على الرضيعة التي اختطفتها امرأة في ظروف غامضة من حضن والديها بعد ساعات من ولادتها، جسدتها الزغاريد التي كانت تطلقها النسوة اللواتي اجتمعن في المكان لتوثيق لحظة وصول الرضيعة، إضافة إلى نغمات "الدقة المراكشية". فمباشرة بعد انتشار خبر العثور على الرضيعة المختطفة، مثل النار في الهشيم، قصد عشرات الأشخاص الذين تعاطفوا مع العائلة وساندوها في محنتها، مستشفى عبد الرحيم الهاروشي، وإلى هناك نقلوا احتفالاتهم وفرحتهم. وعلى أنغام "الدقة المراكشية"، رقصوا معربين عن سعادتهم بعودة الرضيعة إلى حضن عائلتها، بعدما فقدت الأمل في العثور عليها، رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذت في هذا الصدد. عشرات الأشخاص، دخلوا إلى المستشفى، رغم محاولات رجال الأمن الخاص لمنعهم من ذلك، وهناك انتظروا اللحظة التاريخية بالنسبة إلى عائلة الرضيعة، وهي اللحظة التي تنظر فيها الأم في عيني صغيرتها. "حفيدتي ولدت من جديد"، هذا ما قاله جد الرضيعة في حديثه مع "الصباح"، مؤكدا أنه كان على يقين بأن حفيدته ستعود إليهم. الرجل المقعد الذي كان يذرف الدموع، كلما تحدث إلى أحدهم، لم يقو على إخفاء فرحته وسعادته بعدما توصل بالخبر اليقين بأنه تم العثور على الحفيدة، معبرا عن امتنانه وشكره لكل من ساند العائلة في محنتها. وكما تنفست عاملات النظافة الصعداء بعد العثور على الرضيعة، كان لحراس الأمن الخاص الشعور ذاته، إذ كشف أحدهم أنهم كانوا تحت ضغط كبير ، بسبب ما عاشه المستشفى قبل أيام. واسترسل "لكن كل ذلك، تم تجاوزه بعدما عادت الرضيعة إلى حضن عائلتها". عاملات النظافة: "تكرفصنا" إلى جانب مشاعر الفرح التي عمت المكان، وجدت مشاعر الغضب مكانا لها، إذ كانت تسيطر على الذين وجهت إليهم أصابع الاتهام والمشاركة في تنفيذ الجريمة، ومن بينهم عاملات النظافة، سيما أن إحداهن استمع إليها، قبل أن يخلى سبيلها. ففي الوقت الذي كان فيه الجميع يترقب وصول الرضيعة إلى المستشفى وسط إجراءات أمنية مشددة، ارتفعت أصوات احتجاجية لعاملات النظافة اللواتي يشتغلن في المصلحة، مطالبات برد الاعتبار لهن، بسبب الاتهامات التي وجهت إليهن. وقفت العاملات وقفة رجل واحد، موحدات مطالبهن ومعبرات عن استنكارهن ما عشنه منذ اختفاء الرضيعة. العاملات كشفن معاناتهن عندما وجهت لهن أصابع الاتهام بمساعدة المختطفة في ارتكاب جريمتها، والخروج من المستشفى دون أن تثير انتباه عائلة الرضيعة أو حتى رجال الأمن الخاص، الذين عاشوا، على حد تعبيرهم، رعبا حقيقيا، ولم يذوقوا طعم الراحة أو النوم، إلى أن تم العثور على الرضيعة. توتر وضغط إلى جانب مشاعر الفرح والغضب التي عمت المكان، عاش مسؤولون بالمستشفى مشاعر التوتر، بعد اختفاء الرضيعة عن الأنظار، سيما أن حالة استنفار قصوى عاشها المكان، استمرت إلى أن سلم عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني، الرضيعة إلى عائلتها. وقال مدير مصلحة الولادة بالمستشفى إن العاملين عانوا ضغطا كبيرا بسبب الحادث، باعتبار أن الأنظار كانت موجهة إليهم. وقال في حديثه مع "الصباح"، إن اتهامات العائلة وجهت إلى إدارة المستشفى والعاملين فيه، دون استثناء، مشيرا إلى أن الحادث سيفرض اتخاذ مجموعة من الإجراءات لتجنب تكرار المشكل، ومن بينها، وضع كاميرات المراقبة، على حد تعبيره، محملا مسؤولية عدم توفر البناية على الكاميرات للشركة التي تكلفت بالبناء "كان لابد قبل تسليم المشروع أن تضع الكاميرات". واعتبر أن المستشفى شهد حالات اختفاء رضع "لكن لأمهات عازبات". الخبرة الجينية أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني بلاغا أوضحت فيه أن الخبرة الجينية التي أجريت على الرضيعة، ومطابقة عينات من حمضها النووي مع تلك الخاصة بالزوجين اللذين اختطفت ابنتهما من مستشفى الهاروشي بالدار البيضاء، أكدت، بشكل قاطع، أنها ابنتهما وأنها هي التي كانت موضوع شكاية بالاختطاف بعد ولادتها. تعليمات ملكية أكد الوكيل العام، في بلاغ تلاه أثناء تسليم الرضيعة، أنه تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، الذي تتبع عن كثب قضية اختطاف الرضيعة من قلب المستشفى الهاروشي، تمكنت مصالح الأمن المختصة والدرك الملكي والسلطات المحلية، بتعاون مع الطاقم الطبي للمستشفى، تحت الإشراف المباشر للنيابة العامة، من العثور صباح هذا اليوم على الرضيعة المختطفة بعد التخلي عنها من طرف المختطفة، بالقرب من إحدى البنايات الدبلوماسية لدولة أجنبية، وذلك بعد تضييق الخناق عليها، مشيرا إلى أن الأبحاث ستظل جارية عنها.

استنفار أمني واحتفالات بعودة الرضيعة المختطفة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

امرأة في مواجهة 11 رجلا بتطوان

رؤساء جماعات من "بيجيدي" يعلنون العصيان الانتخابي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات