إدانة مختل عقليا شتم رئيس دائرة أمنية

شتم رئيس دائرة أمنية بعد محاولته التدخل لفائدة معتقلين خلال حملة أمنية قضت المحكمة الزجرية بابتدائية البيضاء، الأسبوع الماضي، بالحبس شهرين نافذين في حق شاب في عقده الثالث مصاب بمرض عقلي، بعد إدانته بتهمة الاتجار في المخدرات وسب وشتم رجال الأمن، وإهانة موظف أثناء مزاولة مهامه. وأفادت مصادر مطلعة لـ «الصباح»، أن المحكمة اتخذت قرارها، الذي اعتبرته هيأة الدفاع مجحفا، رغم تقديمها لهيأة الحكم كل الشهادات والأدلة التي تشير إلى أن المتهم فاقد للأهلية. ويستفاد من محاضر المتهم المنجزة من قبل الضابطة القضائية لسيدي البرنوصي، بتاريخ 19 غشت الماضي، أنه، في حدود السابعة مساء، وأثناء إنزال مجموعة من المشتبه فيهم للدائرة في إطار حملة أمنية، تدخل المتهم بين الأمن والموقوفين، قبل أن يطلب منه أحد رجال الأمن الابتعاد. ويضيف المحضر أن المتهم انهال على رئيس الدائرة بالسب والشتم وعنفه، قبل أن يتم شل حركته واعتقاله. وأضاف المحضر أنه تبين أن المعني بالأمر كان مخدرا بواسطة عقاقير طبية مهيجة، قبل أن تحضر شقيقته إلى مصلحة الأمن وأخبرت المسؤولين أنه مختل عقليا ويتناول عقاقير مهدئة وأطلعتهم على ملفه الطبي. غير أنه تقررت إحالته على النيابة العامة التي أحالته بدورها على جلسات المحكمة التي استمرت ثلاثة أسابيع قبل أن يصدر الحكم من دون عرض المتهم على طبيب مختص. من جهته، أدان عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، الحكم، مؤكدا أن المحكمة لم تراع أن المعني بالأمر مصاب بمرض عقلي مزمن وطافح، تثبته شهادات طبية منذ 2011، وأن عائلته تتابع حالته لدى طبيب مختص، وصف له عدة وصفات طبية، تاريخها ليس بعيدا عن يوم الواقعة. وأضاف الخضري، وفق ما نقله دفاع المتهم «أن المتهم مختل عقليا، وولج مخفر الشرطة من تلقاء نفسه، قبل أن يعمل رجال الأمن على طرده، ما جعله يتشاجر معهم، ويتبادلون العنف، قبل أن يتم تحرير محضر بالواقعة، وكيفت له التهم في البداية باستهلاك المخدرات والسب والقذف، واستعمال العنف في حق موظف عمومي أثناء قيامه بمهامه، وعرقلة سير عمل المصلحة، كما تمت الاستعانة بشاهدين يشغلان محلين قرب مخفر الشرطة. وزاد الخضري أنه تم اعتقال المختل دون إخبار عائلته، التي لم تعلم بالواقعة إلا بعد ثلاثة أيام، إذ أكدت شقيقته، أمام وكيل الملك، أن شقيقها مختل عقليا، مدلية بالوثائق التي تفيد إصابته بالمرض، إلا أن ممثل النيابة العامة أصر على إدانته، إذ تمت إحالته على الجلسات، دون التحقيق معه. وأشار الخضري إلى أن المركز المغربي لحقوق الإنسان قرر مراسلة وزير العدل والحريات لمطالبته بالتحقيق في النازلة، واتخاذ ما يلزم من أجل تصحيح الوضع، خصوصا أن محامي المركز، (دفاع المتهم) قال إن القضاء، سواء الواقف أو الجالس، لم يراع أبدا الظروف العقلية للمتهم، وقام باستبعاد الفصل 73 من قانون المسطرة الجنائية، والمادة 134 من القانون الجنائي، خاصة أن حالة الاختلال العقلي ظاهرة للعيان، ما يعد انتهاكا صريحا لقواعد المحاكمة العادلة. كمال الشمسي (ابن سليمان)

إدانة مختل عقليا شتم رئيس دائرة أمنية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قيادية تتسول الإعانات من الأثرياء

"داعش" تعلن الحرب على الريال والبارصا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات