الستاتي… سلطان “الكمنجة”

بديـل "كوامنجـي" زادت مهارة الفنان عبد العزيز الستاتي في العزف بعد تردده على منطقة «درب السلطان» بالدار البيضاء، حيث كان عدد من «الشيوخ» من بينهم صالح السماعلي قرب «قيسارية الحفاري» يعزفون على آلات الكمان أمام إحدى المقاطعات. كان «الشيوخ» يعزفون قرب محلات مختصة في بيع آلات موسيقية، كما أن كل الراغبين في ضبط أوتار آلاتهم يقصدون الفضاء، حيث يوجد مهتمون بالموسيقى في المجال للقيام بذلك. لم يخف الستاتي أنه تعلم كثيرا من أصول العزف على آلة الكمان من قبل «الشيوخ»، الذين كان يجلس بالقرب منهم تارة، ويطلب تقديم مساعدة له تارة أخرى في ما يخص العزف. شكلت أواخر السبعينات منعطفا جديدا في حياة الفنان عبد العزيز الستاتي، الذي فتح المجال أمامه للمرة الأولى للاشتغال عازفا على آلة الكمان ضمن فرقة شعبية طيلة ثلاثة أيام. «كان «كوامنجي» الفرقة رجلا متقدما في السن ويعاني أزمة صحية» يقول الستاتي، مشيرا إلى أنه تم الاستعانة به عازفا ليعوضه، وذلك بعد التأكد من مهارته في العزف. كان الاشتغال لمدة ثلاثة أيام متواصلة صعبا بالنسبة إلى الستاتي، باعتبار أنها أولى تجاربه، إذ شعر بألم كبير في أصابعه نتيجة العزف لساعات طويلة كل ليلة. كان عبد العزيز الستاتي سعيدا بتجربته التي تقاضى عنها أجر مائتي وسبعين درهما، والتي اعتبرها مبلغا مهما لم يكن يتمكن من الحصول عليه إلا بعد عدة أيام من عمله في مجال التجارة وليس في فترة قصيرة. «مشيت بخير وعلى خير عند الوالدة...مزوهر» يقول الفنان عبد العزيز الستاتي عن الأجر الذي تقاضاه، والذي منح منه مبلغا إلى والدته واقتنى لأفراد عائلته العديد من الهدايا. كانت رفقة الفرقة التي اشتغل ضمنها الستاتي عازفا «الشيخة مامي»، التي طلبت منه العمل معهم مستقبلا، ليشارك رفقتهم في العديد من السهرات. عمل الفنان الستاتي مع «الشيخة مامي»، التي كانت امرأة متقدمة في السن وعرفت بشخصيتها القوية، والتي ساعدته كثيرا في بداية مسار احترافه العزف على آلة الكمان. التحق عبد العزيز الستاتي بالمجموعة الموسيقية للفنان صالح السماعلي، الذي اشتغل رفقته لفترة وبعد وفاته التحق بفرقة «ولد الحلاوي»، الذي رفض أن يرافقهم إلى الجديدة لإحياء إحدى حفلات عيد العرش. انتقلت الفرقة إلى الجديدة دون عبد العزيز الستاتي، الذي تلقى عرضا لإحياء حفل رفقة إحدى الفنانات الشعبيات بالصويرة، والذي لم يتردد في قبوله والعمل عازفا على آلة الكمان رفقة فرقة عبد الله الموتشو. «إلى جاك البخيل عند الكريم تبات»، يقول عبد العزيز الستاتي بشأن العرض الذي تلقاه من الفرقة ذاتها، إذ كان سعيدا بالعمل إلى جانبها لفترة. تأسيس فرقة خاصة واصل عبد العزيز الستاتي العمل مع الفرقة ذاتها، لكنه رفض الالتحاق من جديد بالفرقة السابقة، التي دعاه أعضاؤها للعمل رفقتهم بعد نشوب خلافات بينهم وبين "ولد الحلاوي"، الذي تم طرده. كان اشتغال الفنان عبد العزيز الستاتي عازفا على آلة الكمان رفقة عدة فرق وراء تفكيره في تأسيس فرقة خاصة به، والتي شكلت نقطة تحول كبيرة في مساره الفني. أمينة كندي

الستاتي… سلطان “الكمنجة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصالحي يقترب من "الماط"

جانح يقتل عون سلطة بفاس

مقالات ذات صلة