حكاية معلم مع “الكريديات”

لم يكن عبد السلام (50 سنة، أب لأربعة أبناء) يتصور أن حياته ستتحول إلى جحيم، إلى درجة تجعله يستعجل الموت، بدل أن يعيش تحت «رحمة» البنوك، بسبب القروض التي تراكمت عليه، حتى أصبح يضاعف ساعات عمله اليومي من أجل دفع الإتاوات الشهرية المفروضة عليه، وليس بهدف جلب لقمة العيش لأولاده… بدأت «قصة» الرجل مع»الكريديات» مع القروض الصغرى، منذ الغواية الأولى حين أغراه القرض الأول والذي لم يتجاوز عشرين ألف درهم تمكن من دفع أقساطها الشهرية بسهولة، إلى أن أنهاه في ظرف وجيز . إلا أن القرض الثاني كان أضعاف سابقه لأن عبد السلام وجد نفسه مقبلا على الزواج، ففكر في توفير مسكن يؤويه وأسرته التي ينوي تشكيلها، فكانت الورطة الأولى، التي ترتبت عنها «ورطات» أخرى من أجل تأثيث البيت، واقتناء السيارة، وتربية الأبناء، إلى أن وجد المعلم الذي كان يتصور نفسه بأنه كاد أن يكون رسولا لا يفصله عن الفقر والإفلاس سوى خيط رفيع. تحولت حياة هذا المواطن فعلا إلى جحيم بعدما لم يعد يجد، في كثير الأحيان، حتى مايسد به رمق أولاده.. فكيف يكون بمستطاعه أن يواكب دفع ما بذمته من قروض، كما لم تفلح الساعات الإضافية التي لجأ إليها من أجل تحصيل مدخول إضافي سوى في استفحال أزمته، بعد أن وقع فريسة للإرهاق والمشاكل النفسية والاجتماعية المترتبة عنه. قصة هذا المواطن واحدة من قصص كثيرة لمواطنين مغاربة بسطاء حولت القروض الصغرى حياتَهم إلى «جحيم» وأضافت معاناة إلى معاناتهم الاجتماعية، بسبب قسوة العيش التي يعانون ويلاتها في ظل الفقر والبطالة. وبسبب المشكلة أي تراكم القروض، يتداول الناس حكاية معلم وضع حدا لحياته، إذ مات منتحرا، بعد أن ألقى بنفسه من شرفة منزله، لتكشف التحقيقات الأمنية، بعد استجواب أفراد من عائلته،أن الرجل قام بها بتلك الخطوة لأنه كان يعاني مشاكل مادية، وأنه راكم الأقساط الشهرية التي يؤديها للبنك، الذي اقترض منه لأزيد من سنة، ولم يجد سبيلا لحل هذه المشكلة، لأن مدخوله الشهري كان يوزعه على أشخاص سبق أن اقترض منهم. عزيز المجدوب

حكاية معلم مع “الكريديات”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكماليات تغرق المستهلك في القروض

رونالدو...الأفضل في أوربا

مقالات ذات صلة