ياسين عدنان يقصف زيدان

الشاعر المغربي خرج عن صمته وقال إن صاحب "عزازيل" أفشل حوار ندوة طنجة خرج الشاعر والإعلامي ياسين عدنان، أخيرا، عن صمته بعد مضي أزيد من أسبوع على اندلاع قضية «سيجارة يوسف زيدان» التي خلفت ردود أفعال متباينة، وكان طرفا فيها بعد أن طلب من الروائي المصري عدم التدخين بالقاعة، خلال ندوة ثقافية ضمن فعاليات مهرجان «ثويزة» بطنجة. عدنان اختار تقديم روايته عن «الحادث» عبر رسالة مطولة تحدث فيها عن تفاصيل لم ينتبه لها أحد، في ندوة قال إنه قدم إليها «كاتبا وشاعرا» قبل أن ينتهي به المطاف «مذيعا مغمورا في تدوينة رعناء مع نهاية فعاليات المهرجان» في إشارة إلى ما كتبه يوسف زيدان على صفحته الخاصة بفيسبوك تعليقا على منعه من التدخين أثناء أشغال الندوة. وغاص صاحب برنامج «مشارف» في تفاصيل الندوة التي كان موضوعها «في الحاجة إلى التنوير» واستضافت كلا من المفكر التونسي يوسف صديق وحسن أوريد المؤرخ السابق للمملكة، إضافة إلى الباحث والناشط الأمازيغي أحمد عصيد والباحثة المغربية بيرلا كوهين، مستعرضا بإيجاز مضامين المداخلات التي سبقت مداخلة يوسف زيدان. وأضاف عدنان أن صاحب رواية «عزازيل» بمجرد ما حان دوره، حدد له، باعتباره مسير الجلسة، محاور مداخلته انسجاما مع موضوع الندوة، في سؤالين هما هل من سبيل إلى الاشتغال على تراثنا الفكري والديني بأفق معرفي، أي دون أن نورِّط هذا التراث في معارك الحاضر السياسية والثقافية؟ ثم كيف يمكن للمثقف أن يحافظ على تعاليه المعرفي واستقلاله السياسي وسط سلطة تتعامل معه ببراغماتية وتتطلّع إلى استخدامه باستمرار، وأصولية مُستفحلة تنحاز إلى القراءة الأحادية الضيّقة للدين، وجمهور عام عازف عن القراءة متبرِّم من المعرفة؟. وكانت المفاجأة، حسب عدنان، أن يوسف زيدان بدل أن يخوض في الموضوع، فاجأه بسؤال غريب وباستنكار مفتعل، «الشاب خالد كان بيغني البارح، حد قالّو أمامك عشر دقائق؟ احتياج الأمة دي للغنا أو للفكر أكثر؟» وهو ما علق عليه عدنان في رسالته «تعففت عن مقاطعة الرجل لأوضح له أن لا شأن لي بالشاب خالد، وأنني مقتنع تماما بحاجة الجمهور إلى الفكر والحوار ولهذا أنا هنا. ولو كان يشاطرني هذه القناعة لحمل سؤالي على محمل الجد». وتابع صاحب «دفتر العابر» أن يوسف زيدان لم يكن يريد من يؤطر مداخلته بسؤال. ويؤثر أن يتداعى ويستطرد «براحته» ويقفز من موضوع إلى موضوع، بل «ألغى دوري محاورا له لأنه لم يتفاعل مع سؤالي. انحرف عن موضوع الندوة وبدأ يزايد على الجميع مستدرّا التصفيق والقهقهات». وأضاف عدنان « ثم إن الرجل قدّم نفسه باعتباره أستاذ فلسفة، فإذا به ينخرط في «إلغاء» رموزها. ولأنني استهللت الندوة بصرخة كانط، فقد شرح لنا أن كانط «عبيط أوي» وأنه «ساعات بيهبّل» وسفّه كتابه «نقد العقل الخالص». ثم أتى الدور على زملائه في المنصة. كان الدكتور يوسف الصدّيق قد أتى على ذكر يوسف القرضاوي فقال له زيدان: «انت مالك ومال القرضاوي يا عمّ؟». (...) كما قوّض موقف عصيد من الأساس بخصوص ضرورة القطيعة بمعناها الإبستمولوجي، للخروج من المأزق الحضاري الإسلامي، وبطريقته التي لا تخلو من تبخيس وتهريج عقب زيدان : «إيه حكاية قطيعة دي؟ قطيعة إيه يا عمّ؟ انس الموضوع ذا خالص. دي كانت موضة وخلصت». واعتبر الشاعر والروائي المغربي أن زيدان خلال مداخلته بالندوة «لم يقدم فكرة واحدة تُحسب له، بقدر ما اكتفى بالرد المتهافت الفقير إلى اللياقة على زملائه في المنصة وتسفيه ما جاؤوا به، وهو ما يخالف أعراف التناظر وأدبيات الحوار». واستطرد صاحب «هوت ماروك» قائلا «تلقيت ما نفثه الرجل في وجوهنا من دخان باعتباره تكريسا لعجرفة ظل يؤكدها منذ بداية الندوة» فزيدان حسب عدنان «لم يأت من أجل النقاش، بل من أجل تشغيل طاحونة الكلام، ومن أنصت إلى كلامه في الندوة سيلاحظ أن لا خيط ينظم حديث الرجل: كلام مرسل على عواهنه بلا خطام ولا زمام، (...) لقد كان معنيا بإغواء القاعة، ولعله نجح، لكنه أفشل حوارنا مع الأسف، بدليل ما نقرأه اليوم من تداعيات. فالندوة كنا نتمنى أن نساهم من خلالها في بلورة تشخيص لحالة الانسداد التاريخي التي نعيشها، والتي جعلت ديننا الذي تتصوره شرائح عريضة في مجتمعاتنا «حلا» يصير «مشكلة» بالنسبة إلى العالم اليوم».

ياسين عدنان يقصف زيدان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رفاق العماري يلوحون بحل "بيجيدي"

الستاتي... سلطان "الكمنجة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات