منتخبون وأعيان في قلب تحقيقات “رشاوى الدرك”

القائد الجهوي السابق بكلميم يعترف بتلقي إكراميات من أمراء خليجيين تحقيقات حول الأتاوات الشهرية التي كان يتلقاها من رؤساء مراكز الدرك ظهرت أسماء قياديين في أحزاب سياسية وأعيان ومقاولين معروفين وأمراء خليجيين في قلب التحقيقات الجارية في قضية مجموعة "الدركيين 13" المتابعين أمام محكمة الاستئناف بالبيضاء، من أجل تسهيل أعمال هدي الكوري، مهرب السلع الصحراوي، إذ لم يتردد المتهم عبد الله عسري، الكولونيل القائد الجهوي للدرك الملكي بكلميم، في الكشف للمحققين أن تلك الشخصيات، هي من مصادر ثروته المشبوهة التي راكمها في ظرف قياسي. ومن أشهر الشخصيات، التي قال الكولونيل إنها تنشط في التجارة والخدمات والبناء والمقالع وكانت تنفحه بمبالغ مالية نقدية وإكراميات عينية، عبد الوهاب بلفقيه، المستشار البرلماني عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، ورجال الأعمال وأعيان سوس والجنوب: موحى الشكراني، والحبيب الزويكي، وحسن الطالبي، وأحمد السالك برديل، وبوجمعة الركيك، ومحمد سالم المجيدري، وآل حمنا، وحميد توفيقي، وبوجمعة بودكنزة، والحسين أوشارة. وتضمنت فئة الشخصيات الأجنبية، التي أثارها الكولونيل المعتقل بعد إعفائه من رئاسة القيادة الجهوية للدرك الملكي بكلميم، بشكل تلقائي أمام محققي الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية للدرك الملكي، خلال الاستماع إليه، في 28 يوليوز الماضي، في تهم الارتشاء الموجهة إليه، (تضمنت) مانع سعيد العتيبة، مستشار رئاسي بالإمارات العربية المتحدة المالك لإقامة بكلميم، والسكرتير الخاص لأمير دولة قطر، والكتاب الخاصين لأمراء خليجيين، يزورون كلميم اعتياديا. ولم يكشف الكولونيل، عن أسرار ذلك الكرم الحاتمي الذي كان يخصه به أثرياء المنطقة والشخصيات الكبيرة التي تزورها والخدمات، ولا طبيعة الخدمات التي يقدمها نظير الحصول على رضاهم ونفحه بمبالغ نقدية وشيكات بآلاف الدراهم ومواد عينية منها الحديد والاسمنت والرخام، وبفضلها راكم ثروة وأملاكا عقارية بالتشارك مع زوجته، عبارة عن عمارة بكلميم وفيلا فخمة بمشروع "أركان غولف ريسور" بمراكش، انضافت إلى أملاكه المتمثلة في شقتين بالرباط ومراكش وفيلا بأكادير. ومقابل ذلك، لم يتردد الكولونيل عبد الله عسري، القائد الجهوي للدرك الملكي بكلميم، والذي حل بالمدينة في 2004 قائدا لمركز ترابي ثم نائبا للقائد الجهوي قبل أن يرتقي في 2013 إلى منصب قائد جهوي، في الإدلاء أمام المحققين بما يفيد أن علاقته مع السياسيين والأعيان والمقاولين النشطين في ميدان المقالع والبناء والاتجار بمواده والبنزين، وصلت درجة احتفالهم بترقيته إلى درجة كولونيل في 2012، ونفحوه بمبالغ "تجاوزت 300 ألف درهم". وفقا للمعطيات التي حصلت عليها "الصباح"، حول اعترافات الكولونيل، فقد أثار تلك الأسماء بتلقائية، أثناء سعيه إلى الرد عن الاتهامات الموجهة إليه، واعترافات عدد من الدركيين ورؤساء المراكز الترابية والسريات التابعة لقيادته الجهوية، حول أن الحوالات المالية التي كان يتوصل بها هؤلاء من قبل هدي الكوري، مهرب السلع ومستورد الأثواب، كان جزء كبير منها يوجه إلى القائد الجهوي، وبعضها وصل إلى الحسابات البنكية لزوجته وأبنائه، وأخته الضابطة بالمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، وبنائين ونجارين بمراكش. إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ"الصباح"، أنه زيادة على تعميق الأبحاث الجارية مع الكولونيل المعتقل و12 من الدركيين من قبل قاضي التحقيق، أمرت النيابة العامة باستئنافية البيضاء، الفرقة الوطنية للأبحاث القضائية للدرك الملكي، بإجراء بحث ثان ومعمق حول الإتاوات والرشاوى الشهرية التي كان يوجهها رؤساء المراكز والسريات وكوكبات الدراجات إلى القائد الجهوي، ما يرشح الملف لأن يتحول إلى عملية تطهير أوسع وقد لا تتوقف عند الرشاوى التي كانت تأتي من شبكة هدي الكوري لتهريب السلع من موريتانيا. يذكر أن الخطوة الأولى في هذا الملف الذي ينطوي على تفاصيل مثيرة عن زواج النفوذ والسلطة بالمال وأثارهما على أمن الحدود والاقتصاد الوطنيين، تعود إلى المركز القضائي للدرك الملكي 2 مارس بالبيضاء، بوصفه أول من اكتشف شبهة تواطؤ عناصر وقيادات في الدرك الملكي مع بارون التهريب هدي الكوري. وحدث ذلك، إثر حجز عناصر المركز، في 25 أبريل الماضي، شاحنتين محملتين بسلع مهربة، ومملوكة لهدي الكوري، المعروف في أوساط تجار درب عمر وبن جدية بالبيضاء أنه مستورد للأثواب، وبإجراء خبرة تقنية على هاتفه، تم اكتشاف رسائل نصية فيها تحمل أرقام حوالات مالية موجهة لأرقام مسجلة في هاتفه بكلمات توحي برتب أمنية من قبيل "أجودان"، و"لا جودان لابريكاد"، وبإخبار الوكيل العام للملك بالبيضاء بالمستجد، أمر الفرقة الوطنية للدرك بالتحقيق في تلك الحوالات ومن استفاد منها ولماذا. امحمد خيي

منتخبون وأعيان في قلب تحقيقات “رشاوى الدرك”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رينار شجعني على جوفنتوس

إيقـاف مروجـي عملـة مزيفـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات