الترويض الطبي لعلاج “دوخة السفر”

يعيد التوازن ومفيد لمن يشعر بدوران في الباخرة أو الطائرة قال الدكتور كمال الحضراوي اختصاصي في الترويض الطبي إن الترويض الطبي يساعد على التوازن، كما يتم اللجوء إليه في حالات الإصابة بدوران موضعي أو «دوخة» ويعتبر أيضا مفيدا للأشخاص الذين يعانونه أثناء السفر على متن الباخرة أو الطائرة أو القطار إلى غير ذلك. عن هذا الموضوع ومحاور أخرى يتحدث ل»الصباح» في الحوار التالي: أجرت الحوار: أمينة كندي < يعاني كثير من الناس دوارا أو «دوخة» أثناء ركوب الطائرة أو الباخرة أو وسائل أخرى من المواصلات، فما أسباب ذلك؟ < قبل الحديث عن أسباب هذا النوع من الدوران أو «الدوخة»، لابد أولا من فهم تركيب ووظيفة جهاز التوازن، إذ تعمل في إطاره ثلاثة أجهزة بتوافق دقيق من أجل المحافظة على التوازن العام للجسم، ولهذا قد يندهش البعض عندما يعلم أن الأذن الداخلية هي إحدى هذه الأجهزة وأن وظيفتها الأساسية هي التوازن، بينما وظيفتها الثانوية هي السمع. وإلى جانب الأذن الداخلية هناك الجهاز الدهليزي والجهاز الحسي للتوازن، الذي ينقسم إلى جزأين، أولهما جزء في داخل غرف مجوفة تحتوي على شعيرات حسية وسوائل مرتبطة بنهايات عصبية تجثم عليها كتلة مكونة من أجسام بلورية دورها هو تكوين ثقل متحرك يساعد الشعيرات الحسية على استشعار الجاذبية الأرضية، وثانيهما الأنابيب الهلالية المحتوية على أجسام هلامية متفرقة. وفي ما يخص حدوث آلية الدوران الموضعي فإن التوازن يكون على أكمل وجه، لكن أحيانا يمكن أن تفك الأجسام الكريستالية أو البلورية من الكتلة داخل الأنابيب وتبدأ في السباحة وتتجمع أجسام منها، فتتحرك كتل صغيرة منها نحو الأجسام الهلامية في القنوات الهلالية. وعادة يحدث هذا عندما يكون الشخص مستلقيا ويدور على الجانب الآخر بطريقة مفاجئة أو أثناء تغيير الزاوية التي ينظر إليها بسرعة نحو زاوية أخرى. ويؤدي تغير الوضعية المفاجئة والسريعة إلى إرسال نبضات عصبية إلى الدماغ تفسر بشكل خاطئ أن الرأس يدور بشكل مستمر ما يخلق شعورا بعدم وضوح في الرؤية، بالإضافة إلى الدوار الشديد «الدوخة»، الذي يدوم عادة من 30 ثانية إلى دقيقة. < كيف يمكن للترويض الطبي أن يساعد في علاج الدوران؟ < إن الترويض الطبي والعلاج الفيزيائي مجال مرتبط بمعظم التخصصات الطبية ويعالج كثيرا من الأعراض والأمراض، التي يؤكد عليها الطبيب المعالج بوصفة طبية. وخلال السنوات الأخيرة عرف التخصص قفزة نوعية في إطار تطوير أساليب العلاج المتعلقة بالتوازن، سواء عدم التوازن الناتج عن الجهاز الدهليزي أو عدم التوازن الناتج عن الدماغ. عند تشخيص نوع الدوار وأسبابه بشكل دقيق يقوم المختص في الترويض الطبي بتسهيل عملية ولوج البلورات إلى الأنابيب الهلالية وإعادتها إلى أماكنها ومساعدة امتصاص عنصر الكالسيوم الفائض في السوائل التي تحتوي عليها الأذن الداخلية، وبالتالي تختفي الأجسام الكريستالية الذائبة وذلك بالقيام بحركات سريعة للرأس في الاتجاهين. < هل يعتبر تناول أدوية معينة ضروريا بالموازاة مع حصص الترويض الطبي؟ < بالموازاة مع حصص الترويض فإن أطباء مختصين يساعدون مرضاهم بوصف أدوية تعالج «الدوخة» والغثيان وتوفر الراحة مؤقتا، لكنها لا تعالج المشكل بشكل نهائي. < ربما قد يقوم البعض بحركات بمفرده أو بمساعدة شخص ما رغبة منه في التخلص من الدوران، فما تعليقك؟ < إن القيام بحركات بشكل عشوائي لا ننصح المرضى بها، لأن الشخص المخول له ذلك هو المختص في الترويض، خاصة أن ذلك قد يؤدي إلى خلق «دوخة» من نوع آخر وإلى تحريك البلورات في اتجاه معاكس ما يزيد تفاقم المشكل. < هل يعتبر الترويض الطبي مفيدا لكل أنواع الدوران؟ قبل القيام بعملية الترويض الطبي لابد من التشخيص الدقيق، الذي يعتبر غاية في الأهمية لأن هناك كثيرا من الحالات لها الأعراض نفسها لكن ليست «دوخة» أو «دوارنا موضعيا»، وإنما أمراض أخرى منها أورام دماغية ومشاكل العمود الفقري، التي يعتبر اللجوء إلى الترويض في حالة الإصابة بها دون جدوى.

الترويض الطبي لعلاج “دوخة السفر”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأشهب: سجناء مغاربة بروسيا سيرحلون إلى المغرب

عاملات "ماساج" ومدربون ضحايا شبكة نصب دولية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات