عماري يواجه “الخوارج” بسلاح القرآن

عمدة البيضاء افتتح دورة بآيات عن المبايعة للرد على "الناكثين" بالوعود من حلفائه استعان عبد العزيز عماري، عمدة البيضاء، أول أمس (الاثنين)، بمقرئ وآيات من القرآن الكريم لتوجيه رسائل مشفرة إلى بعض حلفاء حزبه، العدالة والتنمية بمجلس المدينة، الذين بدؤوا يتحدثون بصوت مرتفع عن تحكم الحزب الأغلبي واستفراده بجميع القرارات والمشاريع والتفويضات الأساسـية. وخرق رئيس الجماعة الحضرية الأعراف والقوانين الداخلية لافتتاح دورات مجلس المدينة، حين استهل الدورة الاستثنائية المنعقدة صباح اليوم نفسه بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ذكر فيها المقرئ بخلافات الرسول (ص) مع أنصاره من عرب «جهينة» و«مزينة» الذين حاولوا الانشغال بأموالهم وأولادهم وذريتهم عوض خوض الحرب ضد قريش والدخول إلى مكة لأداء مناسك العمرة. وتلا المقرئ على مسامع أعضاء مجلس المدينة سورة الفتح إلى أن ختم بالآية التي قال فيها عز وجل «إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم، فمن نكث، فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما». ولتأكيد هذا المنحى، أصر العمدة على إعادة قراءة الجزء الأخير من الآية بصوت مسموع مرددا «فمن نكث، فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما»، قبل أن يفتتح الدورة بشكل رسمي. ولم تختلف كتب التفسير في شرح هذه الآية التي يعود سياقها التاريخي إلى السنة السادسة للهجرة (628 م)، أثناء استعداد الرسول (ص) خوض العودة إلى مكة لأداء مناسك العمرة، وكان عليه أن يحشد عددا من الأنصار والمحاربين العرب بلغ عددهم نحو 3 آلاف مقاتل لمواجهة جيش قبائل قريش «الكافرة». لكن حين أحس النبي أن بعض العرب/الحلفاء قد يتخاذلون في اللحظات الأخيرة، نزلت الآية التي قال فيها سبحانه وتعالى «إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم»، أي أن الذين بايعوك والتزموا بالقتال معك في حذيبية ولم يولوا الأدبار، أي لم يهربوا من ساحة الحرب، فإنما يبايعون الله الذي سيضمن لهم الجنة، أما المتخاذلون والناكثون بالوعود، فلن يضروا إلا أنفسهم في آخر المطاف، لأن الرسول (ص)، مناصر بالله على أعدائه وخصومه ولا يحتاج إليهم إن نكثوا وعودهم. واحتمى العمدة بهذه الآية، بسبب الخلافات التي بدأت تدب في وسط الأغلبية الجماعية بين العدالة والتنمية وبعض أعضاء التجمع الوطني للأحرار الذين شرعوا يتحدثون عن طريقة التحكم التي ينهجها «بيجيدي» وسيطرته على جميع الملفات. وتقول مصادر إن شرارة الغضب التي عبر عنها بعض الحلفاء وصلت إلى العمدة ونوابه من العدالة والتنمية الذين فضلوا عدم المواجهة المباشرة خوفا من تكرار التجربة السابقة مع ساجد، واختاروا الاستعانة بآيات من القرآن لتوجيه «رسالة إلى من يهمه الأمر»، قبل المرور إلى التداول في جدول أعمال الدورة. واعتبر أعضاء في مجلس المدينة افتتاح دورة جماعية بآيات من القرآن الكريم سابقة في العمل الجماعي، وتوظيفا ماكرا للمشترك الديني في الرد على الخصوم في حقل منذور للتداول السياسي والحزبي، مؤكدا أن هذه الرسائل «الدينية» تستبطن تهديدا للحلفاء بعقاب الله ومصير جهنم، إن فكروا في مراجعة التزاماتهم ونقض وعودهم. يوسف الساكت

عماري يواجه “الخوارج” بسلاح القرآن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تراجع نسب مشاهدة التلفزيون بعد رمضان

قطبي يسترجع 81 قطعة أثرية

مقالات ذات صلة